كوريا الجنوبية تعلق جزءًا من الاتفاق العسكري بعد أن أطلقت جارتها الشمالية قمر تجسس
قال الجيش الكوري الجنوبي، إن كوريا الشمالية أجرت تجربة صاروخية فاشلة مساء الأربعاء، بعد ساعات من إعلان سيول أنها ستستأنف المراقبة الجوية على الخطوط الأمامية؛ ردًا على إطلاق كوريا الشمالية قمرًا صناعيًا للتجسس مؤخرًا.
عملية إطلاق صاروخ فاشلة لكوريا الشمالية
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية في بيان مقتضب إنها رصدت إطلاق الصاروخ من منطقة عاصمة كوريا الشمالية، مضيفة أن الصاروخ أطلق باتجاه المياه الشرقية لكوريا الشمالية لكن من المعتقد أن عملية الإطلاق انتهت بالفشل.
وقالت هيئة الأركان المشتركة، إن السلطات الكورية الجنوبية والأمريكية تعكف على تحليل عملية الإطلاق الكورية الشمالية دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وجاء الإطلاق الكوري الشمالي، وهو أول إطلاق للأسلحة منذ أكثر من شهرين بعد ساعات من إعلان كوريا الجنوبية أنها قررت التعليق الجزئي لاتفاقية بين الكوريتين، واستئناف المراقبة الجوية على الخطوط الأمامية لكوريا الشمالية.
محاولات كوريا الجنوبية للتأكد من نجاح إطلاق قمر التجسس
ويحاول جيران كوريا الشمالية التأكد مما إذا كانت عملية الإطلاق مساء الثلاثاء ناجحة وأن القمر الصناعي يمكنه القيام بمهام الاستطلاع.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إنه قدر أن قمر التجسس الكوري الشمالي دخل مداره كما زعمت كوريا الشمالية، لكنها قالت إنها تحتاج إلى مزيد من الوقت للتحقق مما إذا كانت تعمل أم لا.
عمليات تقييم لقدرة نجاح قمر التجسس الكوري الشمالي
وفي وقت سابق قال البنتاغون إنه يقيم نجاح الإطلاق في حين ذكرت اليابان أنه لا يوجد تأكيد لتقرير كوريا الشمالية بشأن دخول القمر الصناعي إلى مداره.
قمر التجسس الكوري يستطلع مواقع عسكرية أمريكية
وزعمت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، أن قمر التجسس الصناعي أرسل صورًا تظهر مناظر فضائية لمواقع عسكرية رئيسية في منطقة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ، ولكنها لم تنشر الصور ولا يزال العديد من الخبراء متشككين بشأن ما إذا كان القمر الصناعي الكوري الشمالي متقدمًا بما يكفي لإجراء استطلاع عسكري ذي معنى.
وعلى الرغم من التساؤلات حول عملية الإطلاق، أدانتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة ويعتقدون أن الهدف من ذلك هو تحسين تكنولوجيا الصواريخ في البلاد، وكذلك إنشاء نظام مراقبة فضائي لأقمار تجسس صناعية للتعامل مع ما تصفه بالتهديدات المتزايدة التي تقودها الولايات المتحدة، لكن قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تحظر قيام كوريا الشمالية بإطلاق أي أقمار صناعية، حيث تعتبرها غطاء لاختبار تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى.
وفي ذات السياق، قال هيو تاي كيون نائب وزير سياسة الدفاع الوطني في كوريا الجنوبية في مؤتمر صحفي متلفز: إن إطلاق كوريا الشمالية للقمر الصناعي الأخير لم يكن انتهاكًا واضحًا لقرارات الأمم المتحدة فحسب بل كان أيضًا استفزازًا خطيرًا يهدد أمننا القومي.
وتابع هيو أن كوريا الجنوبية قررت الرد من خلال التعليق الجزئي للاتفاقية المبرمة بين الكوريتين لعام 2018 يوم الأربعاء واستئناف أنشطة المراقبة الجوية على الحدود.
وأضاف أن كوريا الجنوبية ستعاقب كوريا الشمالية بسرعة وبقوة إذا استخدمت الخطوة الكورية الجنوبية كذريعة لشن استفزاز آخر.
اتفاق بين الكوريتين يؤدي لإنشاء مناطق عازلة على الحدود
والجدير بالذكر أنه كان يوجد اتفاق في 2018 تم التوصل إليه خلال حقبة مصالحة قصيرة الأمد بين الكوريتين المتنافستين أدي إلى إنشاء مناطق عازلة وحظر الطيران على طول الحدود شديدة التحصين بين البلدين.
وبموجب الاتفاق يتعين على الكوريتين وقف الاستطلاع الجوي على الخطوط الأمامية وتدريبات الذخيرة الحية كما قاموا بإزالة بعض نقاط الحراسة والألغام الأرضية في المناطق الحدودية.
وأثارت الصفقة انتقادات شديدة من المحافظين في كوريا الجنوبية حيث قال منتقدون إنها قيدت بشكل كبير تشغيل أصول المراقبة الجوية في البلاد والتي تتفوق بكثير على كوريا الشمالية كما اتهموا الاتفاق بأنه يفيد كوريا الشمالية بشكل كبير لأنه يدعو فقط إلى التخفيضات المتبادلة للقوة العسكرية التقليدية مع ترك الترسانة النووية المتنامية لكوريا الشمالية سليمة ولا تمتلك كوريا الجنوبية أسلحة نووية.
إقرأ أيضا: كوريا الشمالية تنجح في إطلاق أول قمر صناعي للتجسس