الجمعة 22 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

الصورة والمأساة هي قصيدة شعرية للشاعر المصري سامي ابراهيم غبن، تتناول موضوع المأساة الإنسانية التي تعيشها الشعوب التي تتعرض للظلم والقهر، في وضع أحادي الاتجاه الإجباري، ليقع النظر على ما يحدث في فلسطين بشكل عام ، وتمس الآن أحداث غزة المنكوبة.. والقصيدة من الشعر الحر، متقن الصنع  والنظم والموسيقى، جاءت فيها الصور ترتقي سلم المشاعر الإنسانية، ترتقي الأعلى فالأعلى فالأكثر علوًا،  لتصل إلى ذروة الألم النفسي في تصوير مأساة شعب يتمزق.

 

 جاء النص ليستخدم لغة شعرية قوية وصورًا بلاغية حية، تعبر عن معاناة الإنسان في ظل الحرب والعدوان شديد البطش والقوة الغاشمة دون هوادة، تتجسد حين رأى الجثث متناثرة هنا وهناك، أشلاءا أشلاء، ما دل على دموية القتل وطول الفترة التي حدثت فيه على مرأى ومسمع من الجميع.

 

عنوان القصيدة

العنوان هو «الصورة والمأساة»، وهو عنوان دقيق عبر عن مضمون القصيدة بشكل .. اعتقد ان تفوق للشاعر على نفسه.. فالصورة، تعبير مجازي عن الواقع المرير الذي يعيشه الإنسان في ظل المأساة، والمأساة هي الحدث الأكثر بشاعة ووضاعة، والذي تسبب معاناة أتعبها الوصف، ورصد ثاقب للقهر والظلم والعدوان.

 

المقدمة

تبدأ القصيدة بوصف مشهد مهيب - أقف عنده كثيًرا كلما عمدت إلى قراءة النص، وهو مشهد مأساوي يتمثل في أشلاء القتلى وجثثهم المنتشرة في كل مكان.. ليجمع ما بين فظاعة القتل وكثرته وإعمال التمثيل المتعمد في جثث القتلى، وما بين وقت طويل أخذه العدو الغاشم في القتل، وكانه يستمتع بذلك، تنتقل القصيدة إلى وصف المدافع التي تبعث الخوف في النفوس، والقنابل التي تفجر اليأس في القلوب.. وهو تصوير متابين في توضيح المعني وتصوير الفاجعة، وأخيرًا، تتحدث عن الموت، الذي تحول إلى طائر يطوف هنا وهناك ليحصد رقاب العباد.

العرض

في الجزء الثاني من القصيدة، ينتقل الشاعر إلى وصف معاناة الإنسان في ظل المأساة.. فيتحدث عن طفل فقد لعبته المفضلة، وطفل آخر سرقها منه بالقوة، في شكل رمزي بديع الوصف والتمثيل، ثم يتحدث عن سيدة تجلس تشكو لله وتبكي على مأساة ابنها الذي فقد لعبته.. «الوطن المفقود».

العقدة

في الجزء الثالث من القصيدة، تصل المأساة إلى ذروتها.. فالطفل يشعر باليأس والألم لأنه فقد لعبته ووطنه، والأم تشعر بالحزن والأسى لأنها لا تستطيع أن تفعل شيئًا لمساعدة ابنها.

الحل

في الجزء الرابع من القصيدة، يجد الطفل البائس الحل في المقاومة والدفاع عن وطنه..  فيقرر بعد نصيحة الأم من تاريخ الذكريات، وأحداث المذابح المتكررة عبر الزمان ،أن يقسم على العهد والوفاء لهذا الوطن، أن يجوب الأرض بقطبيها ليدافع عن لعبته- ليدافع عن وطنه.

النهاية

تنتهي القصيدة برسالة قوية تدعو إلى المقاومة والدفاع عن الوطن.. فالشاعر يؤكد على أن الإنسان لا يجب أن يقبل بالظلم والقهر، بل يجب أن يدافع عن حقه في الحياة الحرة الكريمة.

وأخيرًا.. قصيدة «الصورة والمأساة» هي قصيدة شعرية قوية ومؤثرة، تتناول موضوع المأساة الإنسانية التي تعيشها فلسطين الأبية بصمودها في مواجهة ترسانة الشر التي لم تعرف معنى الانكسار إلا على يد اطفال الحجارة .. تميزت القصيدة بأسلوبها الشعري القوي، وتميز شاعرها بتدفق في المشاعر التي نقلتنا من حالة اللامبالاة، إلى  تعظيم العديد من القيم الإنسانية الهامة، ومن أبرزها قيمة المقاومة  الكرامة الإنسانية.

النص ….

من ديوان أحلام قلوب ثائرة

«الصورة والمأساة»

للشاعر سامي غبن

 الصورة مأساة

 أحزان رابضه في طيات الصورة

 ألوان تبعث في نفسي خوفـًا

 وتسرب للقلب اليأس

 أنظر واحدق.. اشلاءُ أشلاء

 جثث القتلى تتبعثر في كل الانحاء

 وهناك.. مدافع خوف تترصد

 وقنابل يأس تتفجر 

والموت يرفرف أجنحه

 والليل يخيم ألوانًا سوداء

 نيران تحرق نسلًا.. تحرق زرعًا 

تحرق انسانًا يصمد

 نيران تحرق طفلًا يلهو في بلدته

 يلعب                  

 فقد الطفل اللعبة

 ذهب الطفل البائس يبحث 

عن لعبه عمر قد ظلت ايامًا في

 حوزته

 وسنينًا يتمتع

 لكن اللعبة قد ضاعت

 طفل أخر يأخذها من طفل البلدة

 بالقوة

 طفل البلدة بائس

 يبحث عن أمه في وسط النيران

 ينادي

 أين الحقل وأين المصنع؟

 أين المسجد والسجادة

 والمدفع

 أين اللعبة..؟

 سيده تجلس.. تشكي لله وتبكي 

ترفع عينيها تدعو.. يا رب

 أمي.. قد ضاعت لعبه عمري

أمي.. ما عاد العيش بدون اللعبة..

 أمي.. ما عادت أرض بلادي

 أرضي

 أمي.. ما عاد هواء بلادي

 من حقي..

 أمي.. بركان يتفجر في صدري

 اخذته الام بعيدا عن نيران المأساه

 وضعته بين ذراعيها

 قالت: ولدي

 ودموع تتدفق من عينيها

 لا تخشى احدا فالله كبير.. يا ولدي

 قال: الطفل البائس

 أعلينا مكتوب يا أمي

 أن نحيا في ذل.. ضعفاء

 وجروح بقلوب تفتك..

 وأناس تعيش أرقاء

 نحن.. جرحى

 موتى.. يا ساده

 يا ولدي..

 إن أباك اغتيل شهيدا برصاص الاعداء

 ولدي..

 ان أخاك اغتيل وليدا برصاص الاعداء

 اعدائك.. يا ولدي

 اعدائك انت

 وغدا يأتي.. دورك انت

 سيصوب مدفع شر نحوك

 وستندم يا ولدي..

 ان كنت تهاونت

 او صالحت...

 او جالست...

 او كنت لأرضك قد بعت

 فستندم يا ولدي

 قال الطفل البائس لا يا امي

 سأجوب الارض بقطبيها

 سأدافع عن لعبه عمري

 عن ارضي..

عن هذا البيت

 سأدافع عن لعبه عمري 

عن ارضي..

 عن هذا البيت..

 

تم نسخ الرابط