حكومة الاحتلال: الأمم المتحدة تقاعست عن إدخال المساعدات لقطاع غزة

اتهمت الهيئة المسؤولة عن الشؤون المدنية الفلسطينية في وزارة الدفاع الإسرائيلية الأمم المتحدة بعدم القيام بما يكفي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما اتهمت المنظمة الدولية بمسؤولية عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بوتيرة سريعة بما فيه الكفاية. 

وكتب تنسيق الأنشطة الحكومية في المناطق، أو COGAT، يوم الثلاثاء على موقع X: "لقد قمنا بتوسيع قدراتنا لإجراء عمليات التفتيش على المساعدات المقدمة إلى غزة، وسيتم فتح معبر كرم أبو سالم، وبالتالي سيتضاعف عدد عمليات التفتيش. لكن المساعدات لا تزال تنتظر عند مدخل رفح."

وأكد البيان يجب على ضرورة بذل الأمم المتحدة أفضل ما عندها من مجهودات، حيث أكدوا أن المساعدة موجودة، والمدنيين في القطاع بحاجة إليها.

دخول الشاحنات بشكل يومي

قبل هجوم طوفان الأقصى، الذي شنته حركة المقاومة الفلسطينية حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والحرب الإسرائيلية اللاحقة في غزة، كانت حوالي 500 شاحنة من المساعدات الإنسانية تدخل غزة بشكل يومي، في المقام الأول عبر معبر كرم أبو سالم.  

ولكن في أعقاب الهجوم، الذي قتل فيه حماس أكثر من 1200 شخص واحتجزوا نحو 240 رهينة، سمحت إسرائيل بدخول المساعدات إلى غزة فقط عبر معبر رفح المصري بعد تفتيش كل شاحنة على حدة. 

وفي محاولة لتسهيل زيادة عدد شاحنات المساعدات التي يمكنها دخول غزة كل يوم، أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها ستفتح معبر كرم أبو سالم مع غزة لتفتيش شاحنات المساعدات الإنسانية قبل دخولها غزة عبر معبر رفح المصري.

البحث عن طرق لدخول المساعدات

في 8 ديسمبر، قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن الجهود المبذولة لتوفير الغذاء والمياه والضروريات الأخرى كانت في حالة يرثى لها، إذ أن الأمم المتحدة وشركائها يواجهون عوائق بسبب الحاجة إلى إيجاد طرق لم يتم تلغيمها أو تدميرها. 

خلال الأيام القليلة الماضية، لم يكن من الممكن توزيع المساعدات، وخاصة إمدادات الدقيق والمياه، إلا في مدينة رفح وما حولها، على الحدود مع مصر، بسبب القتال وإغلاق القوات الإسرائيلية للطرق، حسبما أفاد مكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء.

وقال وائل أبو عمر، المتحدث باسم هيئة المعابر الفلسطينية، إن مائة شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت غزة، الأحد، مشيرا إلى أن هذا الرقم أقل بكثير من المطلوب. 

مدنيو غزة يعانون من نقص الغذاء

وداخل الملاجئ والمناطق المحمية، واجه المدنيون في غزة نقصا حادا في الغذاء والمياه والسلع الأساسية الأخرى. 

قيل إن مقطع فيديو، تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء الماضي، يظهر فلسطينيين يائسين في غزة وهم ينهبون مخزون الإمدادات التابع لوكالة غوث الأمم المتحدة في القطاع، مما يثير تساؤلات حول توزيع المجموعة للمساعدات.

وبدا الفيديو متسقا مع لقطات وادعاءات أخرى منشورة على حسابات فلسطينية شهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي عبرت عن غضبها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، المعروفة باسم الأونروا، واتهمتها بالاحتفاظ بالمساعدات التي تشتد الحاجة إليها.  

منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، زعمت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أن أكثر من 17700 شخص استشهدوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ومع ذلك، حسبما ورد في شبكة تايمز أوف إسرائيل، لا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ويعتقد أنه يشمل حوالي 7000 عضو في حماس وفصائل مسلحة أخرى بالإضافة إلى مدنيين قتلوا بصواريخ خاطئة.  

ووفقا للأمم المتحدة فإن ما يقرب من 80% من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد شردوا بسبب الحرب، وبعضهم شردوا أكثر من مرة، مع استمرار الهجوم الإسرائيلي ضد حماس في الاتساع والامتداد نحو الجنوب.