استهداف متعمد.. الصحفيون وعائلاتهم على رأس قائمة اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي في غزة
وسط هجمات العدوان الإسرائيلي الغاشم، واشتعال النيران، وهدم البيوت، واستهداف المستشفيات، وأماكن النزوح، بجميع أنحاء غزة، يستهدف الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين الفلسطينيين، وعائلاتهم، الذين هم عين الحقيقة للعالم، والذين ينقلوا مايحدث في غزة إلينا بكل حقيقة وصدق، لكن حتى لا يتمكن العالم من رؤية انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
فهو يستهدف الصحفيين في كل مكان في غزة عن قصد، بالإضافة إلى استهداف منازلهم وعائلاتهم، فليست صدفة استهداف جميع أسر الصحفيين الناقلين للمشهد الغاشم التي تنفذه قوات الاحتلال، ومع ذلك نراهم يجسدون أمثلة الصبر والثبات وتأدية عملهم برغم ما يحدث لعائلاتهم، وأبرزهم الصحفي وائل الدحدوح، الذي أصبح مثالا أعلى للصبر والإيمان بالله والثبات أمام الابتلاءات في جميع أنحاء العالم.
وائل الدحدوح يتسقبل خبر استشهاد عائلته
بدء الأمر في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، حين تلقى مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، خبر استشهاد زوجته وابنيه وعدد من أفراد أسرته، أثناء تواجدهم في منزل نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وظهر «الدحدوح» في مقطع فيديو أثناء تعرفه على جثامين عائلته بالمستشفى، وهو يحتضن ابنه قائلا جملته التي أثرت في العالم أجمع: «بينتقموا منا في الأولاد.. معلش».
وأثار مقطع فيديو وائل الدحدوح تعاطف العالم أجمع، الذي أظهر صبرا وثباتا لم يعتاد العالم رؤيته، وزاد الأمر بعد ظهوره في اليوم التالي وهو يمارس عمله بعد أن دفن جثانين أسرته قائلًا: «من الواجب أن نكون في هذه الساعات التاريخية أو الاستثنائية.. ما من مفر إلا استمرار القيام بالواجب».
مؤمن الشرافي ينقل خبر استشهاد عائلته
واستشهد في السادس من ديسمبر، ٢١ فردا من عائلة الصحفي الفلسطيني مؤمن الشرافي، الصحفي في قناة الجزيرة، والذي تلقى خبر استشهاد والده ووالدته وأشقاءه وعدد من أفراد أسرته على الهواء مباشرة.
ووقف «الشرافي» صامدا ثابتا ينقل خبر استشهاد أسرته رغم مشاعر الحزن والانكسار التي بدت عليه والدموع التي ملأت عينيه، بعدما استهدفت قوات الاحتلال منزلا بمخيم جباليا كانت أسرته قد نزحت إليه في وقت سابق قائلًا: «لم أتمكن من تقبيل يدى أمي قبل رحيلها».
الصحفي معتز عزايزة يتفاجأ بعائلته وسط الشهداء
والذي أطلق عليه رواد السوشيال ميديا لقب «سوبر هيرو»، حيث حرص من بداية معركة الطوفان في 7 أكتوبر على نقل كافة الأحداث على صفحته الشخصية على انستجرام وفيس بوك، وكان دائما ما يكون الأول في مكان الحدث، إلى أن تفاجأ أثناء نقله خبر قصف منطقة في دير البلح وسط قطاع غزة، أن أسرته من ضمن الشهداء الذين تحولت أجسامهم إلى أشلاء.
وظهر «عزايزة» في مقطع فيديو وهو في حالة صدمة لا توصف ودموعه تنهمر قائلا: «عيلتي يا الله.. أشلاء.. عيلتي فيها أشلاء»، ليعود بعدها بكل صلابة لنقل الخبر مرة أخرى، ليضرب مثالا حيا على جسارة الشعب الفلسطيني.
استشهاد سامر أبو دقة
وفي الخامس عشر من ديسمبر، أعلنت وسائل إعلام فلسطينية، استشهاد المصور سامر أبو دقة، في قطاع غزة، أثناء تغطيته لقصف العدوان الإسرائيلي على مدرسة فرحانة في خان يونس.
عدم تمكن وصول سيارات الإسعاف
وكان قد تبين عدم تمكن سيارات الإسعاف، من الوصول إلى المصور سامر أبو دقة، المحاصر في محيط مدرسة فرحانة بقطاع غزة.
إصابة المصور سامر أبو دقة
وفي سياق متصل، كانت قد أوضحت قناة الجزيرة، أن المصور سامر أبو دقة، أصيب وملقى على الأرض، إلى جانب أنه محاصر بداخل مدرسة فرحانة بخان يونس جنوب قطاع غزة.
وأضافت أن أصوات الانفجارات تدوي بالقرب من مدرسة فرحانة، المحاصر بداخلها المصور سامر أبو دقة.
إصابة وائل الدحدوح
وفي نفس الصدد، أعلنت قناة الجزيرة في خبر عاجل لها، إصابة مراسلها وائل الدحدوح والمعروف بـ«أبو حمزة» أثناء تأدية عمله في خانيونس إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمكان تواجده، وتم نقله إلى المستشفى وتقديم الرعاية الطبية له.
استشهاد الصحفي عادل زعرب
واستشهد الصحفي عادل زعرب وسط الغارات الإسرائيلية التي استهدفت رفح جنوب غزة، حيث تم قصف منزله، وتم تشييع جثمان الشهيد عادل زعرب في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.
الصحفي عاصم موسى
كما استشهد الصحفي الفلسطيني عاصم موسى، جراء القصف الإسرائيلي على خان يونس في جنوب قطاع غزة.
أنس الشريف
فاد الصحفي أنس الشريف، العامل بقناة الجزيرة، أن الاحتلال الإسرائيلي قصف منزل والده في مخيم جباليا، ونتج عن ذلك استشهاد والده فورًا.
استهداف منزل الصحفي أنس الشريف
وقال أنس الشريف، إنه لم يتمكن من الوصول إلى منزل عائلته، الذي دمره الاحتلال بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل بالمنطقة، مضيفًا أنه لم يتمكن من دفن والده بسبب القصف، فاضطر لدفنه في ساحة مدرسة.
تغطية جرائم الاحتلال
وأكد أنس الشريف، أنه سيستمر في مواصلة تغطية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، التي ترتكب في حق الفلسطينيين، مؤكدا أن الاحتلال لا يريد أن تخرج الصورة الحقيقية لجرائمه، لكنهم سيستمروا في تغطية الحصار.
استشهاد نجل وائل الدحدوح
تجدر الإشارة، إلى أن وسائل إعلام فلسطينية، يوم الأحد الماضي، أعلنت في خبر عاجل لها، استشهاد حمزة نجل المراسل وائل الدحدوح والصحفي مصطفى ثريا في قصف إسرائيلي استهدف الصحفيين الفلسطينيين، غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى استشهاد 3 آخرين، جراء قصف إسرائيلي بواسطة طائرة مسيرة على بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، آخر ما كتبه حمزة الدحدوح نجل المراسل الصحفي وائل الدحدوح قبل استشهاده، جراء قصف إسرائيلي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
منشور حمزة الدحدوح
ونشر الشهيد حمزة الدحدوح على حسابه الشخصي عبر منصة "إكس"، منشور قائلًا فيه: «إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت».
استشهاد مصطفى ثريا
وأعلنت وسائل الإعلام الفلسطينية في خبر عاجل لها، استشهاد الصحفي مصطفى ثريا وحمزة نجل المراسل وائل الدحدوح في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهم غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
الصحفي مصطفى ثريا
وقبل استشهاد الصحفي مصطفى ثريا بيومين، وصف ما يحدث في فلسطين بعدة عبارات، قائلًا: «90 يومًا من العذاب.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. الحمد لله على قدره ولا اعتراض على حكمه».
شهيدًا ينعي شهيدًا
تجدر الإشارة إلى أنه قبل عدة ساعات من ارتقاء الصحفي شهيدًا، قد نشر عبر استوري عبر موقع "إنستجرام" نعيًا لشهيد ارتقى، أمس السبت، يدعى أبو العز، معبرًا بكلمات مؤثرة تحمل في طياتها معاني الأسى والألم على فقدان الأحبة، قائلًا : «يا الله على وجع القلب.. نشهد الله أنه كان رجلًا شجاعًا مخلصًا لدينه ووطنه.. إلى جنات الله حبيبي أبو العز.. دعواتكم له بالقبول».
استشهاد أولاد شقيق وائل الدحدوح
وذلك يعد أخر استهداف حتى هذا الوقت، حيث استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليلة أمس، عددًا من أقارب وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في غزة، ومن بيهم نجلي شقيق الدحدوح، في مدينة رفح الفلسطينية.
حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد اثنين من أقارب وائل الدحدوح، جراء غارة استهدفت سيارتهما مساء أمس الإثنين بمدينة رفح الفلسطينية.
استهداف عائلة الدحدوح في غزة
وبحسب ما نشرته قناة روسيا اليوم، فإن أقارب وايل الدحدوح المستشهدين هم الشقيقين محمد وأحمد الدحدوح، وهما ابنا شقيق الصحفي وائل الدحدوح، ومحمد الدحدوح محاسب عمره 30، وأحمد الدحدوح مهندس عمره 26، بحسب ما ذكره أحد أقربائهما في قطاع غزة.
اقرأ أيضا
