ما بين رجب، شهر الرحمة والغفران، و رمضان، شهر الصيام والقيام، يمر شهر شعبان هادئاً دون أن ينال حظه من الاهتمام.. وكأنما الناس أغفلوا فضائله الكثيرة، ونسوا أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى.
لقد وردت أحاديث نبوية شريفة كثيرة تدل على فضل شهر شعبان، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ينزل في ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن، وقاتل نفس".
ويعد شعبان فرصةً عظيمةً للاستعداد لشهر رمضان المعظم، من خلال التعود على الصيام والقيام، وقراءة القرآن الكريم، وتذكر الله تعالى، والقيام بالأعمال الصالحة.
ويبقى السؤال ..كيف نحيي شهر شعبان، ومن واقع سنته صلي الله عليه وسلم .. نفهم الدروس والعبر.
- الصيام: ورد في فضل صيام شعبان أحاديث نبوية شريفة كثيرة، منها ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام شعبان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
- القيام: من المستحب قيام ليلة النصف من شعبان، لما ورد فيها من فضل عظيم.
- قراءة القرآن الكريم: ينصح بكثرة قراءة القرآن الكريم في شهر شعبان، والتدبر في معانيه.
- ذكر الله تعالى: من المستحب الإكثار من ذكر الله تعالى في شهر شعبان، بالأذكار المأثورة، مثل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
- الصدقات: من الأعمال الصالحة التي ينصح بها في شهر شعبان، التصدق على الفقراء والمحتاجين.
- صلة الرحم: من الأعمال الصالحة التي ينصح بها في شهر شعبان، صلة الرحم، وزيارة الأقارب.
وختاماً:
شهر شعبان شهرٌ عظيمٌ، ينبغي علينا أن نغتنمه ونحييه بالطاعات والأعمال الصالحة، استعداداً لشهر رمضان المعظم. فليكن شعارنا في هذا الشهر: "شعبان: شهرٌ للرحمة والمغفرة والاستعداد لرمضان".