الأحد 07 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

منذ فجر التاريخ، سعى الإنسان إلى السيطرة والهيمنة على أقرانه، ففي عالم يسوده الصراع، غالباً ما تُستخدم القوة كأداة لتحقيق التفوق، وهو مبدأ «الكابوي الأمريكي»،  فقد فرضت أمريكا نفسها على الجميع، متقمصًة دور القوة العظمى في العالم ، عبر توظيف  قوتها العسكرية والاقتصادية لفرض نفوذها على الدول الأخرى.. لتسيد مبدأ (اللي مش عاجبه..).

ومن واقع ما نعيشه في عالمنا المعاصر،يمكن فهم الغطرسة الأمريكية على أنها شعور بالتكبر والتعالي ينعكس على سلوك هذه الدولة -الولايات المتحدة، في علاقاتها مع الدول الأخرى، ليظهر هذا الشعور من خلال:

  • التدخل في شؤون الدول الداخلية: حيث تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر في شؤون الدول الأخرى، سواء من خلال الدعم السياسي أو العسكري أو الاقتصادي، أو من خلال فرض العقوبات.
  • التعامل مع الدول الأخرى كمواطنين من الدرجة الثانية: حيث تُعامل الولايات المتحدة الدول الأخرى، خاصةً الدول النامية، كمواطنين من الدرجة الثانية، ولا تُعير اهتمامًا كافيًا لمصالحها أو احتياجاتها.
  • الترويج للقيم الأمريكية على أنها القيم العالمية: تسعى الولايات المتحدة إلى نشر ثقافتها وقيمها في جميع أنحاء العالم، معتقدةً أن هذه القيم هي أفضل ما يمكن أن تقدمه البشرية.

تظهر الأمثلة الحية في التاريخ المعاصر على تلك الغطرسة الأمريكية، والتي خلفت من وراءها نكبات وكوارث انسانية، بل وفظائع في التاريخ لم ياتيها إلا من هم على هذه الشاكلة، أسوق منها للتذكير فقط ثلاث أمثلة صارخة.

الأول: حرب فيتنام.. فقد خاضت الولايات المتحدة حربًا ضارية ضد فيتنام في الفترة ما بين 1954 و 1975، ما أدى إلى مقتل ملايين الفيتناميين.. وعلى الرغم من ذلك فقد خرجت مسكورة ذليلة منهزمة

الثاني:غزو العراق.. في عام 2003، غزت الولايات المتحدة العراق دون مبرر قانوني، ما أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وخلفت وراءها شبه دولة ما زالت تحاول جمع أشلاءها دون جدوى.

الثالث:الحرب على الإرهاب .. فقد  شنت الولايات المتحدة حربًا عالمية على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر، ما أدى إلى انتهاكات غير مسبوقة لحقوق الإنسان في العديد من الدول، وراحت تعبث في شئون الدول دون احترام لمعاهدة او قانون دولي، واخر ما نلحظه اليوم غارات جوية غير مسبوقة في العراق وسوريا.

إن الاستياء الشعبي  والكره الذي يلوح في الأفق القريب لكل ما هو امريكي، كان باعثًا وداعيًا تاريخيًا لظهور حركات مقاومة ضد الهيمنة الأمريكية،هذه الهيمنة والغطرسة التي تعمل من أجل بقاءها، فسعت لزعزعة استقرار العالم، عبر تدخلات سافرة أدت إلى تفشي الحروب الأهلية والنزاعات الإقليمية، فعصفت بذلك بكل القيم الإنسانيةالمجردة وتقدم بديلًا أعوج للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

لقد تعلمنا من التاريخ أهم دروسه وعبره، لا تدوم الحضارات، ولا تخلد الإمبراطوريات.. كله إلى زوال، إما الذكر الطيب والتأثير الإيجابي، فيقول الراوي كانت هنا حضارة ازدهرت وأشرقت في العالم علمًا ونورًا، أو يقول راوي التاريخ وكاتبه: كانت هنا مملكة ظالمة، ملئت الارض ظلمَا وجورا.. ذهبت إلى مذبلة التاريخ.

تم نسخ الرابط