هل يجوز تأخير كفارة اليمين.. إجابة مفصلة مع الأدلة الشرعية
الحلف بالله من الأمور الشائعة في حياة المسلم، لكنه قد يحنث أحيانًا في يمينه، فيجب عليه حينئذٍ كفارة اليمين. فما هو حكم تأخير كفارة اليمين؟ هل يجوز أم لا؟
أولاً: أقسام كفارة اليمين:
تتكون كفارة اليمين من ثلاث خيارات:
إطعام عشرة مساكين: وهذا يعني إطعام كل مسكين نصف صاع من طعام متوسط، أي ما يعادل 600 جرام تقريباً.
كسوة عشرة مساكين: وهذا يعني كسوتهم ثيابًا جديدة تغطي عوراتهم.
عتق رقبة: وهذا يعني تحرير عبد مسلم من الرق.
ثانياً: حكم تأخير كفارة اليمين:
ذهب جمهور العلماء إلى أنه لا يجوز تأخير كفارة اليمين، وأنها تجب بالحنث على الفور.
أدلة عدم جواز تأخير كفارة اليمين:
قول الله تعالى: "وَلَا يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مُكَادِحِينَ فَيَمْحُقُونَ أَيْمَانَهُمْ كَلَّا إِنَّهَا يَمِينُ اللَّهِ الَّتِي أَقْسَمْتُمْ فَأَوْفُوا بِالْعُقُودِ" ([الأية 194 من سورة المائدة]).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حلف يمينًا فلم يمضه فكفارته عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم" ([رواه البخاري ومسلم]).
إجماع جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة.
استثناءات جواز تأخير كفارة اليمين:
العجز: إذا كان الحانث عاجزًا عن أداء أي من الخيارات الثلاثة للكفارة، فله أن يؤخر الكفارة حتى يصبح قادرًا.
المرض: إذا كان الحانث مريضًا لا يستطيع أداء الكفارة، فله أن يؤخرها حتى يبرأ.
السفر: إذا كان الحانث مسافرًا، فله أن يؤخر الكفارة حتى يعود.
ثالثًا: كفارة اليمين عند المذاهب الأربعة:
1. كفارة اليمين عند المالكية:
- يرى المالكية وجوب المضي في اليمين فورًا، ولا يجوز تأخيرها.
- إذا عجز الحانث عن أداء أي من الخيارات الثلاثة، فعليه الصيام ثلاثة أيام.
2. كفارة اليمين عند الحنفية:
- يرى الحنفية وجوب المضي في اليمين فورًا، ولا يجوز تأخيرها.
- إذا عجز الحانث عن أداء أي من الخيارات الثلاثة، فعليه الصيام عشرة أيام.
3. كفارة اليمين عند الشافعية:
- يرى الشافعية وجوب المضي في اليمين فورًا، ولا يجوز تأخيرها.
- إذا عجز الحانث عن أداء أي من الخيارات الثلاثة، فعليه الصيام ثلاثة أيام.
4. كفارة اليمين عند الحنابلة:
- يرى الحنابلة وجوب المضي في اليمين فورًا، ولا يجوز تأخيرها.
- إذا عجز الحانث عن أداء أي من الخيارات الثلاثة، فعليه الصيام ستة أيام.
رأي دار الإفتاء المصرية
رأي دار الإفتاء المصرية في تأخير كفارة اليمين
تؤكد دار الإفتاء المصرية على وجوب المضي في كفارة اليمين فورًا بعد الحنث، ولا يجوز تأخيرها.
وتستند الدار في رأيها إلى:
- الأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية الشريفة.
- إجماع جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة.
وتوضح الدار أن تأخير كفارة اليمين قد يُعدّ نوعًا من الاستهانة باليمين والله تعالى.
وتُشير الدار إلى بعض الحالات التي يجوز فيها تأخير كفارة اليمين، مثل:
- العجز: إذا كان الحانث عاجزًا عن أداء أي من الخيارات الثلاثة للكفارة، فله أن يؤخر الكفارة حتى يصبح قادرًا.
- المرض: إذا كان الحانث مريضًا لا يستطيع أداء الكفارة، فله أن يؤخرها حتى يبرأ.
- السفر: إذا كان الحانث مسافرًا، فله أن يؤخر الكفارة حتى يعود.
وتنصح الدار من يجد صعوبة في أداء كفارة اليمين، بالتواصل مع أحد العلماء أو المختصين في الشأن الديني لاستشارته في كيفية التخلص من الكفارة بأفضل وجه.
وفي الختام، نؤكد على ضرورة الالتزام بأحكام الشرعية في جميع الأمور، ومنها كفارة اليمين، وننصح بتجنب الحلف بالله تعالى إلا عند الحاجة، وننصح أيضًا بالاستعانة بمصادر موثوقة مثل دار الإفتاء المصرية لفهم الأحكام الشرعية بشكل صحيح.
