في ذكرى أم الأبطال جيهان السادات.. الامرأة الارستقراطية التي صدقت فيها نبوءة عراف مغمور

تحل علينا اليوم السبت 9 يوليو، الذكرى الثانية على وفاة السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل أنور السادات، والملقبة بأم الأبطال، التي عاشت حياة حافلة، وكانت جزءا مهما من تاريخ مصر، على مدار سنوات حكم الرئيس السادات، التي بدأت بهزيمة وانتهت بنصر خالد.

وبين هذا وذاك صدقت نبوءة عراف مغمور التقى السيدة جيهان السادات، في بداية حياتها مع زوجها الضابط بالجيش، أنور السادات، وتنبأ لها بأن تصبح سيدة مصر الأولى.

لكن اللافت للنظر في مسيرة جيهان السادات تلك المرأة التي ولدت لأب مصري يحمل الجنسية المصرية، وأم بريطانية شقراء، ارتضت بالزواج من الرئيس الراحل أنور السادات رغم علمه بزواجه من أخرى، لتصبح الزوجة الثانية في حياته، حيث التقت جيهان للمرة الأولى مع الرئيس أنور السادات عندما كانت في السويس تزور أحد أقاربها، وكان ذلك في صيف عام 1948.

قصة غرام جيهان بالرئيس الراحل أنور السادات

عندما كانت جيهان السادات، طالبة في سن المراهقة، لفت نظرها أنور السادات بوصفه بطلا في المقاومة الشعبية، وذلك خلال متابعتها تقارير وسائل الإعلام عن شجاعته وولائه وتصميمه في مقاومة الاحتلال البريطاني لمصر.

سمعت حكايات كثيرة عن السادات من ابنة عمها، التي كان زوجها زميلا للسادات في صفوف المقاومة، ثم في السجن فيما بعد.

وكان عمرها في ذلك الوقت لا يتعدى الـ15 عام، ومنذ ذلك الوقت وقعت جيهان في غرام السادات، وعاشا قصة حب انتهت بالزواج منه رغم أن السادات كان متزوجاً ولديه 3 بنات وهم رقية، وراوية، وكاميليا، وتم عقد القران في يوم 29 مايو 1949.

ولدت السيدة جيهان السادات في أغسطس عام 1933، في مدينة القاهرة لأب مصري يعمل أستاذا جامعيا ويحمل الجنسية البريطانية، ولأم بريطانية.

وحصلت جيهان السادات على ليسانس الأدب العربي من جامعة القاهرة في عام 1977، ثم على الماجستير في الأدب المقارن عام 1980، ثم نالت الدكتوراه في الأدب المقارن عام 1986 من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وانضمت بعد ذلك لهيئة التدريس بجامعة القاهرة، ثم عملت استاذًا زائرًا في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ومحاضرة في جامعة ولاية كارولاينا الجنوبية بالولايات المتحدة.

حكاية نبوءة

من المواقف الغريبة التي تعرضت لها السيدة جيهان السادات، في بداية زواجها من الرئيس الراحل أنور السادات، وقبل ثورة يوليو المجيدة، وفي أثناء خروجهما للتنزه، التقيا عرافا مغمورا أصر على أن يقرأ الكف للزوجة الشابة، التي كان زوجها يرتدي زيا مدنيا، ولا يوجد ما يشير إلى أهميته في الحياة السياسية المصرية آنذاك.

وعلى الرغم من المظهر العادي للزوجين، فإن العراف عندما قرأ الكف للسيدة جيهان السادات، تنبأ لها بأن تصبح ملكة ـ في ظل أن الدولة كانت وقتها تعيش العصر الملكي تحت قيادة الملك فاروق الأول ـ وهو ما تحقق ولكن بشكل مختلف قليلا، حيث أصبحت جيهان السادات سيدة مصر الأولى، بعد أن تقلد السادات مقاليد حكم البلاد، عقب وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970.

جيهان السادات في حرب 67

- شاركت جيهان السادات في تطبيب الجنود بالمستشفيات في حرب 1967.

- وفي عام 1967 أنشأت جمعية تعاونية في قرية تالا، بمحافظة المنوفية التي ينتمي إليها زوجها، حتى تتمكن الفلاحات من الحصول على درجة من الاستقلال الاقتصادي عن أزواجهن من خلال تعلم الحرف اليديوية.

ترأست جيهان السادات الهلال الأحمر المصري وجمعية بنك الدم المصري، وكانت الرئيس الفخري للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة خلال حرب 73.

- أنشأت دورا للأيتام ومرفقا لإعادة تأهيل المحاربين المعاقين.

- ترأست الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، والجمعية العلمية للمرأة المصرية، وجمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا، حيث قامت بجمع الأموال لشراء الكتب والملابس للطلاب

- ولتأثيرها على السادات، تم إصدار مجموعة من القوانين في عام 1979، ومنها تخصيص 30 مقعدا في البرلمان المصري للنساء، وتم منح النساء حق الطلاق لتعدد الزوجات والاحتفاظ بحضانة أطفالهن.

- ولجيهان السادات كتابين من تأليفها وهما «سيدة من مصر» والتي تتحدث فيه عن تجاربها من خلال العمل السياسى كقرينة للرئيس السادات، وكتاب «أملى فى السلام»

والذي تم نشره في عام 2009، ويعتبر بمثابة تحليلًا لما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلى سلام منشود وحقيقى.

- حصلت جيهان السادات على العديد من الجوائز الوطنية والدولية للخدمة العامة والجهود الإنسانية للنساء والأطفال.

وتوفيت السيدة جيهان السادات، في مثل هذا اليوم من عام 2021، عن عمر يمر ناهز 88 عاما، بعد صراع مع مرض السرطان لمدة تصل سنتين، وكانت قد تلقت العلاج في الخارج ثم عادت إلى مصر.