الجمعة 04 أكتوبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

بعد 12 أسبوعًا من الأزمة.. مصر تتدخل لإنقاذ السودان وتجمع دول الجوار على طاولة الحوار

قمة دول جوار السودان
قمة دول جوار السودان

بعد قرابة الـ12 أسبوعًا من الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قررت مصر التدخل وجمع الأطراف المتصارعة حول طاولة الحوار، حيث أعلنت القاهرة استضافتها مؤتمر "قمة دول جوار السودان"، الخميس المقبل، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار.


أهداف القمة


قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، في بيان: إن الاجتماع يهدف إلى وضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.

فيما أكد خبراء مصريون، لوكالة "شينخوا" الصينية، أن "قمة دول جوار السودان"، التي دعت مصر إلى عقدها، تستهدف بالأساس محاصرة الأزمة السودانية وتسويتها سلميًا، ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى تداعيات الأزمة على هذه الدول.

وتوقع الخبراء، أن تحقق القمة بعض النجاح، خصوصًا في ظل وجود اتصالات مباشرة بين هذه الدول وطرفي الأزمة الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وأوضحت الوكالة، بحسب مصادرها، أن قمة القاهرة تختلف عن سابقاتها، لأنها تتحدث عن دول الجوار المباشر، وأنه طبقًا للامتدادات الجيوستراتيجية والجغرافية للسودان، فإنه يشترك في الحدود المباشرة مع 7 دول رئيسية وهي مصر، ليبيا، تشاد، جنوب السودان، إثيوبيا، إريتريا، وإفريقيا الوسطى، وهو ما يؤكد أهمية الأبعاد الجيوستراتيجية للأزمة.

وفضّلت مصر ألا تلعب دورًا بارزًا في بداية الأزمة، كما لم تشارك في محادثات جدة، التي قادتها كل من الولايات المتحدة والسعودية، وتأجلت الشهر الماضي، بعد عدم التوصل إلى اتفاق لإعلان وقف دائم لإطلاق النار.

ومن المقرر أن يشارك في القمة المرتقبة، رؤساء دول وحكومات مصر، ليبيا، تشاد، إفريقيا الوسطى، جنوب السودان، إثيوبيا وإريتريا، لمناقشة سبل وقف الاقتتال الدائر منذ 15 أبريل الماضي، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.


الأزمة السودانية


يشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي، معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 2800 شخص، ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص، لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، خصوصًا إلى مصر شمالًا وتشاد غربًا.

كما أبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبًا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتم خرقها، كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة "إيجاد" للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.


ترحيب سوداني بالقمة


من جانبها، رحبت وزارة الخارجية السودانية، بمؤتمر قمة دول الجوار التي تستضيفها مصر، ويتوقع أن يقود الوفد السوداني مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي.

كما رحب النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، الدكتور السعيد غنيم، بالدعوة المصرية، لافتًا إلى أن القاهرة لطالما منحت السودان دعم غير محدود في الأزمة الأخيرة، أبرزها تلك القمة.

وأضاف غنيم، أن المؤتمر تأكيد على حرص الدولة المصرية على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني.


فرص نجاح القمة


تأتي القمة في ظروف سياسية صعبة، حيث يسعى كل طرف من الأطراف للحصول على كل المكاسب من تلك القمة، ما يُهدد فرص الوصول إلى حلول سريعة ومباشرة، بحسب الوكالة الصينية.

وأشارت الوكالة، إلى أن ما يزيد من حدة الضغوط، هو أن الأزمة السودانية يبدو أنها ستكون طويلة الأمد ولن تتوقف في المدى القريب، إذا لم تبذل جهود حثيثة لذلك، حتى ولو انتهت الحرب فسوف تكون لها تبعات اقتصادية وتنموية ستعاني منها السودان بشدة.

في السياق نفسه، أشارت صحيفة "إندبندنت عربية"، إلى أن دول جوار السودان، ستعمل خلال القمة المرتقبة على محاصرة هذه الأزمة داخل السودان ومحاولة تسويتها، وضمان عدم اتساعها أو امتدادها إلى أي منها، مشيرة إلى أن هذه الدول لديها قدرات لتقديم مساعدات إنسانية تحتاج إليها السودان بشدة في هذا التوقيت.

ومن جانبه، يعتقد الناطق الرسمي السابق باسم الخارجية السودانية، السفير خالد فرح، أن "دول الجوار تتأثر بصورة مباشرة بالحرب بكل تأكيد، وأن اعتدال مواقف تلك الدول من الحرب، من شأنه تعزيز فرص نجاح هذه القمة".

ويضيف فرح: "إذا خلص المؤتمر إلى أن ما يحدث في السودان منذ منتصف أبريل الماضي، شأن داخلي، وتمرد من قبل كيان شبه نظامي تابع للقوات المسلحة السودانية، بالتالي لها الحق في التعامل معه كما تتعامل كافة الجيوش الوطنية في العالم مع نزاعات التمرد ضدها ولم تتعامل مع الوضع على اعتبار أنه صراع بين جنرالين أو بين طرفين، فستكون فرصة في النجاح كبيرة جدًا بكل تأكيد".
 

تم نسخ الرابط