فكرت طويلًا في إجابة هذا السؤال الذي يشغل البشرية كلها دون مبالغة، متى يصل الانسان للاستقرار النفسي، أو كيف يحصل عليه، وقد أخذني التفكير في كثير من الأمور التي لم استطع كبح جماحها، ليصل بي ذلك إلى القتل والحرب والدمار.. الذي فعله الناس بهدف الوصول إلى هذا الهدف الضال.
جميعنا يعلم أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يتفاعل مع بيئته المحيطة به، ويؤثر ويتأثر بها، هذه التفاعلات قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية، وقد تؤدي إلى اضطرابات نفسية إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم.
فالاستقرار النفسي هو حالة من التوازن والانسجام الداخلي، حيث يشعر الإنسان بالراحة والطمأنينة، ويستطيع التعامل مع التحديات والضغوطات اليومية بشكل صحي.. لكن هناك ما يعكر الصفو دائما، ومن هنا كانت الحركة العلمية في صراع مع هذا الذي «يعكر الصفو»، فظهر لنا ما عرف بعلم النفس الإيجابي ( Positive Psychology)،والذي ظهر في البداية كحركة تطورت من التفكير الإيجابي إلى علم نفس إيجابي على يد مارتن سليجمان، رئيس جمعية علماء النفس الأمريكيين، عام 1998 ميلادية.
ومن هنا تعددت فروع علم النفس ومجالاته وميادينه؛ فمنها ما يهتم بالوقوف على خصائص السلوك السوي، ومقوماته وقوانينه الأساسية؛ ومنها ما يهتم بالتعرف على السلوك غير السوي، بدرجاته المختلفة وصوره المتعددة.. في هدف إجمالي منشود وهو الوصول إلى الاستقرار النفسي، (وراحة البال).
ودعوني أخبركم بشكل عام خلاصة الدراسات الكثيرة والنظريات المتعددة عن العوامل التي حصرها العلماء، والتي يكون لها تأثيرَا على الحالة النفسية، أو بالأحرى الاستقرار النفسي.
ولمزيد من التبسيط سأسردها لكم في عناصر واضحة:
- الصحة الجسدية: فالصحة الجسدية الجيدة تساهم في تحسين الحالة النفسية للإنسان.
- الصحة النفسية: فالأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي.
- البيئة المحيطة: فالبيئة الأسرية والمجتمعية المحيطة بالإنسان لها تأثير كبير على حالته النفسية.
- التجارب الشخصية: فالتجارب السلبية التي يمر بها الإنسان في حياته، مثل فقدان أحد الأحباء أو تعرضه لحادث أو أزمة نفسية، يمكن أن تؤثر على استقراره النفسي.
بالطبع لم يقف البحث والدرس عند العوامل المؤثرة على الحالة النفسية، او الاستقرار النفسي، ولكن ذهب العلم إلى تقسيم هذه المراحل وبنفس الطريقة السابقة أسردها لكم:
يمر الإنسان بمراحل مختلفة في حياته، تؤثر كل مرحلة منها على استقراره النفسي، وقسمت هذه المراحل إلى أربع مراحل رئيسية:
- مرحلة الطفولة: وفي هذه المرحلة يكتسب الإنسان أسس شخصيته وعاداته وأفكاره.
- مرحلة المراهقة: وفي هذه المرحلة يمر الإنسان بتغيرات جسدية ونفسية واجتماعية كبيرة، يمكن أن تؤثر على استقراره النفسي.
- مرحلة الشباب: وفي هذه المرحلة يكون الإنسان أكثر استقلالية ومسؤولية، ويسعى لتحقيق أهدافه وطموحاته.
- مرحلة الكهولة: وفي هذه المرحلة يتراجع النشاط البدني والعقلي للإنسان، وقد يواجه بعض التحديات الصحية والنفسية.
والآن أصل النقطة الفاصلة في مقالي، والسؤال الذي حير البشرية.. كيف يصل الإنسان للاستقرار النفسي؟
والحقيقة.. دونما صدمة، لا يوجد طريق محدد للوصول إلى الاستقرار النفسي، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد الإنسان على تحقيق ذلك، منها:
- الرضا والإيمان والقبول: هذه هي النقطة الاولى التي أردت إضافتها بشكل واضح، وإن كانت تحمل مصطلحات معقدة نوعًا ما في علم النفس ونظرياته.
- الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية: وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتجنب التدخين والمخدرات والكحول.
- تطوير الذات: وذلك من خلال التعلم واكتساب المهارات الجديدة، وتنمية الثقة بالنفس، وتحديد الأهداف والتخطيط لتحقيقها.
- بناء العلاقات الاجتماعية: فالعلاقات الاجتماعية الإيجابية تساهم في تحسين الحالة النفسية للإنسان.
- التحلي بالإيجابية: فالتفكير الإيجابي يساعد الإنسان على مواجهة التحديات وتجاوز الأزمات.
خلاصتي إليك
إعلم أن الاستقرار النفسي هو هدف يسعى إليه كل إنسان، فهو يساهم في تحقيق السعادة والنجاح في الحياة.. ويمكن الوصول إلى هذا الهدف من خلال العناية بالصحة الجسدية والنفسية، وتطوير الذات، وبناء العلاقات الاجتماعية، والتحلي بالإيجابية.. ولا تنسي أن تتسلح بتلك النقاط الثلاثة الآتية:
- تعلم كيفية إدارة الضغوط: فالضغوطات اليومية يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي، لذلك من المهم تعلم كيفية إدارة هذه الضغوط بطرق صحية، مثل ممارسة الرياضة، والاسترخاء، وقضاء الوقت مع الأحباء.
- الاعتراف بالمشاعر السلبية: فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بمشاعر سلبية مثل الحزن والغضب والخوف في بعض الأحيان. ولكن المهم هو كيفية التعامل مع هذه المشاعر بطريقة صحية، دون أن تسيطر عليه.
- طلب المساعدة المهنية عند الحاجة: إذا كان الإنسان يعاني من مشاكل نفسية تمنعه من تحقيق الاستقرار النفسي، فمن المهم طلب المساعدة المهنية من أخصائي نفسي أو معالج نفسي.
- الاستقرار النفسي
- تقنيات الاستقرار النفسي
- الطريق إلى الاستقرار النفسي
- الطب النفسي
- النفسي
- الاكتفاء النفسي
- الدعم النفسي
- الإستقرار
- المريض النفسي
- التوازن النفسي
- النفسية
- الاكتفاة النفسي طارق حبيب
- الصحة النفسية
- الهشاشة النفسية
- الدعم النفسي الذاتي
- امال عطيه النفسية
- تحسين الصحة النفسية
- كيف أحقق التوازن النفسي
- علم النفس
- ٤ خطوات تحقيق التوازن النفسي
- التوازن النفسي في خطوات بسيطه
- ازاي اخلي الناس يحبوني