الأحد 06 أكتوبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

هل وضوئي صحيح في وجود شحم على يدي؟.. علي جمعة يجيب

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

لاشك أن الوضوء يعد من واجبات الصلاة سواء في الفريضة أو النافلة، فلا تصح دونه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تُقبل صلاة بغير طُهور» ، لذا يتساءل الكثيرون ممن يعرفون أنه شرط الصلاة عن هل وضوئي صحيح ؟، ولعله استفهام ينبغي الانتباه إليه لارتباطه بأحد أركان الإسلام الخمسة - الصلاة- ، فعلى كل منا التأكد من خلال سؤال نفسه هل وضوئي صحيح ؟، حتى لا يضيع صلاته هدرًا.

هل وضوئي صحيح؟

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن مشايخنا قالوا إنه على من يصيبه الوسواس بشأن الوضوء بسبب الشك في عدم نظافة يديه وما نحوه بعدم الالتفات إلى ذلك ، وعليه بالصلاة  حتى لا تتعذر معه الحياة.

وأوضح “ جمعة ” عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( هل وضوئي صحيح فأنا أعمل في ورشة تصليح سيارات فيصيب يدي الشحم وأحاول أن أنظفه بقدر الإمكان ثم اتوضأ ؟)، أن هذا وسواس ولا يجب الالتفات إليه وعليك أن تصلي، فإن سلمت نفسك للوسواس لن تصلى وستتعذر معك الحياة.

وأشار إلى أن حال الصحابة لم يكن هكذا ، ولكن كانوا يعيشون بسهولة ، فلما حرم الله تعالى الخمر ، فألقت الصحابة الخمر فى أزقة المدينة مما جعلت الأرض طينية فخاضوا فى الخمر ولم يغسل أحد رجله عند الذهاب إلى الصلاة ولم يكونوا يلتفتوا لمثل هذه الأمور ، فخذوا الحياة سهلة .

ونبه إلى أنه ألف الإمام النشوي وابن العماد الشافعي ألفوا المعفوات ، وجاءوا بستين معفوة، وهذه من المعفوات للتعذر للتعود لعموم البلوى، ناصحًا السائل بأن يزيل الشحم الذي على يده قدر المستطاع ويتوضأ ويصلى، مؤكدًا ان هذا الأمر يكون من المعفوات، وهذا للتعذر والتعسر.

كيفية الوضوء الصحيح

نية الوضوء، فيجب أن ننوي الوضوء ونقول بعدها (بسم الله).
غسل الكف 3 مرّات.
المضمضة 3 مرّات.
الاستنشاق بالأنف 3 مرّات.
غسل الوجه 3 مرّات (أي من منبت الشعر حول الوجه وحتى الذقن، ومن الأذن اليمنى لليسرى).
غسل اليدين للمرافق 3 مرّات على أن نبدأ باليد اليمنى.
مسح الرأس مرة واحدة (ويمكن ثلاث).
مسح الأذن مرة واحدة على أن نبدأ باليمنى (ويمكن ثلاث).
غسل القدمين إلى الكعبين 3 مرّات (نبدأ باليمنى وندخل الماء بين الأصابع).
نقول بعد الوضوء (أشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، اللهمّ اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهّرين).

الفرق بين فروض الوضوء وسنن الوضوء | المرسال
الوضوء الصحيح

أركان الوضوء

وردت أركان الوضوء في سورة المائدة آية 6 قال الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».

فرائض الوضوء

هناك فرائض للوضوء يجب أن نفعلها بشكل أساسي ومن دونها الوضوء باطل وهي:

النية (في القلب).
غسل الوجه.
غسل اليدين للمرفقين.
مسح الرأس.
غسل القدمين للكعبين.
ترتيب أركان الوضوء.
تعاقب أركان الوضوء (أي نقوم بغسل كل جزء يلو الآخر ولا ننتظر حتى يجف ما قبله).

سنن الوضوء

وهذه هي السنن التي اختلف عليها الفقهاء، ومن دونها يكون الوضوء صحيحًا:

قول بسم الله في بداية الوضوء.
غسل اليدين للرسغين.
المضمضة (فيما عدا المذهب الحنبلي قال أنها واجبة).
الاستنشاق (فيما عدا المذهب الحنبلي قال أنها واجب).
الاستنثار (وهو إخراج الماء من الأنف بعد إدخاله).
مسح الرأس كله (سُنة لدى الشافعية والحنفية، وفرض لدى الحنابلة والملكية).
مسح الأذنين.
تخليل الماء في شعر اللحية.
تخليل الماء بين أصابع القدمين.
عمل كل خطوة 3 مرّات.
استخدام السواك.
عدم استخدام الماء بإسراف.
البدء بالعضو الأيمن في كل خطوة.

نواقض الوضوء

وردت ستة أمور فقط تنقض الوضوء، باتفاق العلماء، أن الأمور الستة التي تنقض الوضوء هي: خروج شيء من السبيلين -القبل والدبر- قليلًا كان أو كثيرًا طاهرًا أو نجسًا، لقوله تعالى: «أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ» [النساء: 43] ولقوله صلى الله عليه وسلم: «فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا» متفق عليه.

الأمر الثاني: سيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير كما يرى الحنفية والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد والترمذي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصَابَهُ قَيْءٌ أَوْ رُعَافٌ، أَوْ قَلْسٌ، أَوْ مَذْيٌ فلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلاَتِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ». أخرجه ابن ماجة. والراجح عدم النقض؛ لضعف الحديث.

الأمر الثالث فزوال العقل بجنون أو تغطيته بسكر أو إغماء أو نوم لقوله صلى الله عليه وسلم: «العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ»، رواه أحمد وابن ماجة بإسناد حسن، «ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا من جالس أو قائم فلا ينقض حينئذ»، لقول أنس: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون». رواه مسلم، والمقصود أنهم ينامون جلوسًا ينتظرون الصلاة كما هو مصرح به في بعض روايات هذا الحديث.

الأمر الرابع هو مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.

الأمر الخامس غسل الميت، لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: «أقل ما فيه الوضوء»، أما الأمر السادس فـالردة -الخروج- عن الإسلام، لقوله تعالى: «لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك» [الزمر:65].

تم نسخ الرابط