الأحد 06 أكتوبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

منطقة أم بيومي .. سبب التسمية ولماذا أُطلق على الحي شبرا الخيمة؟

منطقة أم بيومي قديمًا
منطقة أم بيومي قديمًا

تعد منطقة أم بيومي بـ شبرا الخيمة من المناطق الحديثة نسبيًا بمقاييس المناطق العريقة، وهي تقع في حي شبرا الخيمة، وهو حي عريق قديم تاريخيًا واسمه القديم "شبرو"، وهو الاسم الذي ذكر به شمس الدين المقدسي، المتوفى سنة 380هـ/990م، في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، وهو مُحرّف من اسمه القبطي "جبرو" الذي يعني "الكوم أو التلّ"، كما قال عنها الإدريسي، المتوفى سنة 560هـ/1165م، في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق": "شبره وهي قرية وضياع كالمدينة يعمل فيها شراب العسل المفوه المشهور في جميع الأرض وبها خيمة البشنس"، كما ذكرها ابن مماتي المتوفي سنة 577هـ/1182م باسم " شبرا الخيمة".

كذلك ذكرها ابن الجيعان، المتوفى 885هـ/1480م، باسم "شبرى الخيمة"، وقال: وهي "شبرى الشهيد" في كتابه "التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية"، الذي أحصى فيه قُرى أعمال ضواحي القاهرة بعد الروك الناصري.

منطقة أم بيومي قديما 

وقال تقي الدين المقريزي، المتوفي 845هـ/1442م، إن سبب تسميتها بـ شبرا الخيمة أو شبرا الشهيد، أن مسيحيي مصر كان لهم عيد يسمونه عيد الشهيد في الثامن من شهر بشنس من كل عام (17 مايو/آيار) يضعون فيه إصبعًا من أصابع أسلافهم الموتى في صندوق، ويجتمعون دومًا عند ناحية شبرا من ضواحي القاهرة، ثم يُلقون الصندوق في نهر النيل، ويزعمون أن النهر لا يفيض إلا إذا فعلوا ذلك، ثم يضربون الخيام (وبسبب هذه الخيام سميت شبرا الخيمة)، ويقيمون احتفالات إلى أن أبطل السلطان الناصر محمد بن قلاوون تلك العادة سنة 702هـ/1303م، وفي سنة 1871م تأسس مركز شبرا، وأصبحت شبرا الخيمة قاعدة له.

انتشار الماشية في منطقة أم بيومي قديما

 

من هي أم بيومي؟

أما عن منطقة أم بيومي فقد كانت منطقة زراعية تنتشر بها الماشية في زرايب بدائية مع طبقة من الفلاحين البسطاء، وقد أُطلق على المنطقة اسم الزريبة أو الزرائب أو الزرابية – كما ذكر لنا أحد أقدم سكان المنطقة – وكانت البيوت بسيطة تلائم حياة الفلاحين الذين كانوا يعرفون بعضهم البعض كشأن أي قرية زراعية، وفي هذا الزمن حضرت للقرية سيدة أربعينية برفقة ابنها بيومي فأطلق عليها الأهالي أم بيومي، واتخذت لها منزلاً بسيطًا بين الأهالي وافتتحت مقهى صغيرًا لتقديم المشروبات تديره مع ابنها، واشتهر المكان بمقهى أو نصبة شاي أم بيومي، ولم يعرف الناس عن أصلها شيئًا لكن اتضح بعد ذلك أنها وابنها قد هربا من ملاحقة الأمن لهما حيث كانا يتاجران في المخدرات بمصر القديمة، وهربا قبل القبض عليهما مثل باقي العصابة، وفي منطقة الزرابية بدأ نشاطهما مرة ثانية تحت تمويه المقهى، وازدادت الأرباح وبدأ الخلاف بينهما، حيث قيل إن الابن أراد الانفراد بجزء كبير من المتحصلات ورفضت الأم، لكن الطامة الكبرى عندما اكتشف الابن علاقة الأم غير الشرعية بأحد مرتادي المقهى وأمسك بهما متلبسين فهرب العشيق وقتل الابن أمه وأحرق جثتها وهرب، فارتبط المكان في الأذهان بجريمة أم بيومي وقتلها، حتى طغى اسم أم بيومي على الاسم القديم.

وقد ذكر البعض في روايات أخرى أن أم بيومي كانت امرأة ثرية ولديها فيللا بالمنطقة، ولذا سميت باسمها، لكن بعد البحث والتدقيق من خلال السكان وبعض وسائل المعارف وجدنا أن القصة الأولى هي الأقرب للحقيقة.

أم بيومي
أم بيومي على خرائط جوجل

فشل محاولات تغيير الاسم

كانت هناك محاولات للكثير من محافظي القليوبية لتغيير الاسم، وآخر الأسماء كان بعد تطوير طريق أم بيومي، الذي صار من أهم المحاور المرورية بشبرا الخيمة حيث يربط المدينة من ترعة الإسماعيلية اتجاه القاهرة (محور روض الفرج) حتى الطريق الدائري وطريق بنها الحر شمالا بطول يصل لنحو 3 كم تقريبًا، فكان اقتراح اسم "مصر أم الدنيا" من خلال  القرار الصادر من هيئة الطرق والكبارى بتغيير اسم نقطة التقاء "الدائرى القديم" بطريق شبرا بنها الجديد، من "أم بيومي" إلى "مصر أم الدنيا"، لكن السائقين والأهالي سخروا من الاسم الجديد، وظل اسم أم بيومي هو الأساس دون أن تفلح تلك المحاولات فى محو الاسم من ذاكرة "الشبراوية".

تم نسخ الرابط