تجدد الاشتباكات والعودة إلى طاولة المفاوضات.. الصراع في السودان يصل بأصحابه إلى مفترق الطرق
منحنى جديد شهدته الأزمة السودانية، خلال اليومين الماضيين، بعدما تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إثر اتهام الأولى قوات حميدتي بقصف مستشفى أم درمان، فيما تفاخرت الأخيرة بالنتائج المُحققة خلال انقلابها على البلاد، تزامنًا مع إعلان مثير للجدل من حميدتي بتشكيل لجنة للتواصل مع القوى السياسية بالبلاد.
تجدد الاشتباكات
صُنفت الأحداث التي تعيشها السودان مؤخرًا، بالانقلاب من قِبل قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، على قوات الجيش السوداني، ومع دخول الاشتباكات شهرها الثالث وفشل كل محاولات وقف التصعيد، جددت الجيش اتهامه لقوات الدعم، باستهداف مستشفى في أم درمان بالقصف المدفعي، الأحد.
وقال الجيش في بيان: "إن قصف قوات الدعم السريع "تسبب في أضرار كبيرة بمركز غسيل الكلى والعناية المكثفة وغرفة العمليات، بجانب عدد من غرف التنويم، وإصابة سيدة مريضة بالمركز".
وكان الجيش قد اتهم قوات الدعم السريع بقصف مستشفى الطوارئ والإصابات ومركز غسيل الكلى التابع له في أم درمان بطائرة مسيّرة، مما أدى إلى مقتل 5 وإصابة 22.
قوات الدعم تسيطر على اللواء 61
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها الكاملة على قيادة اللواء 61 بمدينة كأس بولاية جنوب دارفور.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان، إنها "استولت على 13 عربة قتالية بكامل عتادها، و70 مدفعًا بأنواع مختلفة، وأسرت قائد اللواء 61 برتبة عقيد، و30 فردًا من القوة برتب مختلفة".
ويأتي ذلك التصعيد في الوقت الذي أكدت فيه مصادر بالحكومة السودانية، أن ممثلين عنها وصلوا إلى مدينة جدة، لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع، بعدما علقت السعودية والولايات المتحدة في أوائل يونيو الماضي، محادثات سابقة بين الجانبين السودانيين، بعد انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار، بحسب "رويترز".
تشكيل لجنة تواصل
في الوقت ذاته، أعلن قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو "حميدتي"، السبت، تشكيل لجنة للتواصل مع القوى السياسية والحركات المسلحة في السودان، للتشاور معهم بشأن أزمة البلاد المستمرة منذ 3 أشهر.
وقال دقلو، في بيان نشره عبر موقع "تويتر"، إنه "التزامًا بمبدأ الحوار كضرورة أساسية للتوصل لحل سياسي شامل، ونظرًا إلى التطورات التي تشهدها البلاد بسبب الحرب، والتي يقتضي إنهاؤها إجراء مشاورات واسعة النطاق بُغية معالجة جذور الأزمة الوطنية المتراكمة، أصدر القرار الآتي: تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية والمجتمعية وحركات الكفاح المسلح".
وأوضح دقلو في بيانه، أن مهام تلك اللجنة ستشمل، عقد مشاورات واسعة بشأن الأزمة السودانية المستمرة والحرب الراهنة والسبيل الأمثل للوصول لحل شامل يعالج الأزمة من جذورها بمشاركة جميع القوى السياسية والشبابية المجتمعية.
وتوسطت أطراف عربية ودولية، لوقف إطلاق النار في السودان، وإنهاء حالة الانقسام والصراع المستمرة منذ 3 أشهر، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، فيما نجحت محادثات برعاية مشتركة من الرياض واشنطن، في التوصل مرات عدة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لكن لم يتم التقيد به.
وبدأت بشكل منفصل محاولة للتوسط أطلقتها مصر، الخميس، ورحب بها الجيش السوداني وكذلك قوات الدعم السريع.
وأدى الصراع إلى نزوح نحو 3 ملايين شخص، منهم أكثر من 700 ألف فروا إلى البلدان المجاورة، فضلا عن مقتل الآلاف.