السبت 23 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

«الموت لأنفسهن والبقاء لعائلتهن».. نساء غزة يحتكرن اليوم العالمي للمرأة بقصص كفاحهن

نساء قطاع غزة
نساء قطاع غزة

حفر كفاحهن في أذهان العالم.. ومعاناتهن تمس قلوب نساء المجتمعات كافة، سيدات غزة اللائي احتكرن حديث السوشيال ميديا خلال اليوم العالمي للمرأة.

تزامنًا مع احتفال سيدات العالم بيومهن العالمي، تستمر معاناة السيدات الفلسطينيات جراء الحرب الإسرائيلية الغاشمة، حيث أن سيدات قطاع غزة يشهدن يوميًا الموت ويصارعن للبقاء من أجل أطفالهن وأسرتهن، فالكثير منهن استشهدن متأثرن باعتداءات الاحتلال على منازلهن وعالمهن الذي يعطين فيه ضعف ما يأخذن، والآخريات تتجرعن مرارة الحرب بقسوة.

 

نساء قطاع غزة 

 

معاناة نساء غزة

وتتفاقم الصعوبات على نساء غزة في ظل نقص الغذاء والمستلزمات الطبية، خاصة السيدات الحوامل منهن، اللاتي يواجهن الموت أثناء الولادة بسبب عدم توافر البنج والأجهزة اللازمة، بالإضافة إلى فقد العديد منهن أزواجهن ومعيلي أسرهن، وعلى الرغم من ذلك تواصلن رحلة البحث عن حياة تحتضن صغارهن تتوافر فيها كميات قليلة من الطعام وتستمرن في إعالة عائلتهن ببسالة أمام آلة الحرب الدامية.

ومنذ بدء العدوان انتشرت العديد من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تداولت قصص كفاح لا تنتهي للنساء الفلسطينيات في غزة، لذا يستعرض "بالمصري"، معاناة سيدات غزة جراء حرب الإبادة الجماعية الراهنة في اليوم العالمي للمرأة، خلال السطور التالية.

 

سيدات غزة

 

أوضاع سيدات غزة المأساوية

تعاني نساء غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، وانتشرت تغريدات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها الفيس بوك ومنصة X، لمناشدات واستغاثات عاجلة من نساء غزة، بسبب غياب الفوط الصحية في قطاع غزة.

معاناة نساء غزة منذ بداية الحرب

حيث طالبن نساء غزة بضرورة توفير الفوط الصحية والتركيز عليها ضمن الاحتياجات الأساسية، موضحن أن غياب الفوط الصحية مع غياب المياه والصابون، يؤدي إلى فطريات وطفح جلدي، لا سيما عن التهابات في المهبل، ما يؤدي إلى حدوث عقم وسرطان الرحم.

مناشدات سيدات غزة بتوفير فوط صحية

تجدر الإشارة، إلى أن عدد نساء غزة يبلغن حوالي 1.1 مليون سيدة، منهن أكثر من 540 ألف في سن الإنجاب، ومر عليهن من 5 إلى 6 مرات من الطمث الشهري، خلال الإبادة الجماعية.

 

سيدات غزة 

 

مناشدات إغاثية من نساء غزة

وكشفت إحدى السيدات، أن بعضهن لجأن إلى أدوية منع الدورة الشهرية في الأيام الأولى منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن تلك الأدوية غير متوفرة بالوقت الحالي، وفي هذا الصدد أكد الأطباء أن أدوية منع الدورة الشهرية لها مضاعفات خطيرة، مثل آلام في الصدر والدوخة والانتفاخ والاكتئاب والأرق والصداع، لا سيما عن الجلطات.

أوضاع سيدات غزة

كما أوضح سكان غزة أن الصيدليات في قطاع غزة خالية تمامًا من الفوط الصحية، مؤكدين أن نساء غزة يواجهن أمراضًا جسدية ونفسية، بسبب عدد توفرها، إلى جانب عدم توفر المياه والغذاء والمواد الطبية.

ردود المواطنين على السوشيال ميديا

وشهدت مواقع السوشيال ميديا جدلًا كبيرًا بعد تعليقات بعض الأشخاص التي انتشرت على مناشدات نساء غزة بتوفير الفوط الصحية قائلين إن ما هي إلا «رفاهية»، وهو ما قوبل بغضب هائل من عدد كبير من الآخرين الذين أعلنوا تضامنهم الكبير مع السيدات في القطاع، فمنهم من قال: « بعض الناس على السوشيال ميديا قالوا إن الفوط الصحية رفاهية، لكن الحقيقة أن غيابها كارثة خطيرة، لا تقل عن احتياجات الأكل والشرب».

 

نساء قطاع غزة 

 

رسائل تضامنية مع فتيات غزة

بينما قال آخر : «يخجلون من حديث فتيات غزة عن الفوط الصحية، ولم يخجلوا من تركهن حتى اضطررن لمناشدة العالم أن يرسلوا إليهم فوطًا صحية»، فيما علق شخص آخر : «الفوط الصحية بنفس أهمية الأكل والشرب، وعدم توافرها في غزة مصيبة، مفيش مياه نظيفة، مفيش مجال لبدايل، يعني الستات هيجيلها التهابات، ومع انهيار مؤسسة الصحة بالكامل هيموتوا ببطء وألم شديد، أو بمعنى أصح هيكون الاحتلال قتلهم بوحشية، واحنا طبعا مشاركين في الجريمة».

مأساة فتيات غزة

وفي السياق ذاته، قال أحد المواطنين: «كل موقف ومشهد بيوصلنا عن نساء غزة من أول الحرب مخزي للعالم كله، مخزي لكدبة حقوق المرأة.. مبعرفش غير إني أخرس قدام معاناتهم، في ستات ولدوا ورضعوا وقضوا أيام النفاس في نقص ميه وأكل وانعدام رعاية طبية، أقل احتياج للبنات دلوقتي زي الفوط الصحية مش موجود، والقماش مش موجود، رجعوا بالزمن قرن».

الحرمان من الطعام

وفي يوم 16 ديسمبر 2023، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأم فلسطينية في قطاع غزة، تحرم نفسها من الطعام، وتؤثر أولادها على نفسها، لإطعام أطفالها الصغار، وإنقاذهم من براثن الجوع.

 

معاناة نساء غزة 

 

أحوال نساء غزة

وتعاطف النشطاء على منصات السوشيال ميديا على أحوال النساء والأطفال في غزة، وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وقد أرسلوا رسائل تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع، فمنهم من قال: «اللهم إنّ الأرض أرضك، والجند جندك، والأمر أمرك وأنت القويّ العزيز، فانصرهم نصرًا عزيزًا مؤزّرًا تشفي به صدور قوم مؤمنين». 

تضامن المواطنين مع أهالي غزة

بينما قال آخر: «اللهم إني استودعتُك فلسطين وأهلها، كبارها وصغارها، رجالها و نساءها، شبابها وبناتها، أرضها و سماءها، فاحفظها يا ربنا من كل سوء.. اللهم انصر المسلمين في فلسطين وثبت اقدامهم يارب، حفظ الله المرابطين المجاهدين و ثبتهم الله و أيدهم بنصره يارب العالمين»، فيما علق مواطن آخر: «أنها الأم يا سادة وما الغريب في ذلك رحم الله أمهاتنا»، كما علق آخر : « سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ».

الوداع الأخير لأمهات غزة

وانتشرت فيديوهات الوداع الأخير للعائلات الفلسطينية جراء الحرب الإسرائيلية، وكان من أبرزهم فيديو لأم فلسطينية من أهالي قطاع غزة تودع طفلين توأم استشهدا في قصف إسرائيلي على القطاع.

 

أمهات قطاع غزة 

 

أم فلسطينية تودع توأمها

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو الأم الفلسطينية، وهي منهارة من البكاء أثناء توديع توأمها، بعد استشهادهما في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، مرددة: «يا رب يا رب.. توأمي يا ناس.. توأمي يا ناس.. توأمي يا ماما.. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. اللهم ارحم ضعف قلبي يا الله.. اللهم ارحم ضعف قلبي إذا اشتاق لتوأم روحي.. توأمي هدول يا الله».

"هدول ولادي.. صبرني يا الله"

وأظهر الفيديو محاولة الأشخاص إبعاد الأم عن طفليها ليتم دفنهما، ولكنها ترفض ترك أطفالها مضيفة: «أمانة سيبوني.. هدول ولادي.. يا رب.. صبرني يا الله.. اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها يا الله».

أمهات قطاع غزة

وانتشر الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي بسرعة البرق، ليهز أرجاء السوشيال ميديا، وتفاعل النشطاء مع تلك الأم الفلسطينية، حيث قال أحدهم: «اللهم صبرًا وجبرًا على قلبها وعلى قلوب أمهات فلسطين.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».

 

أوضاع سيدات غزة 

 

"أشعر إنني بل جسد وبلا روح"

"أشعر إنني بل جسد وبلا روح".. وهذه العبارة الحزينة كتبتها أم فلسطينية بعدما تعرض كل أفراد أسرتها لغارات عنيفة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

جسد بلا روح

ونشرت الأم الفلسطينية بعض الكلمات عبر منصة إكس، في يوم 22 يناير 2024، قائلة: «أريد أن أتوقف عن كتابة مذكراتي القصيرة»، مضيفة: «بأنها تشعر باليأس والعجز، جسد بلا روح.. لم يتغير شيء».

عجز سيدات غزة

كما وجهت بعض من الكلمات، قائلة وهي في حالة خوف: «إنني نجوت بشكل غير متوقع، سوف أحتاج لعلاج مدى الحياة، وإذا لم تقتلني إسرائيل فمن المحتمل أن أنتحر».

وقالت السيدة الفلسطينية إن ما تكتبه لم يمثل حتى 5% ما يحدث في قطاع غزة وما يمر به الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنها قد اضطرت لترك أطفالها الأربعة مع رجل لم تعرفه من قبل، من أجل الذهاب لإحضار الطعام لهم، ولكن لم يكون الحظ معها؛ بسبب محاصرتها تحت القصف الإسرائيلي، وليست هناك أي سيارة لتنقلها.

 

أحوال سيدات غزة 

 

"قد أجد جثث أطفالي" 

فعند ذهابها لإحضار الطعام لأطفالها الصغار، كانت تتخيل صورة واحدة في عقلها، بأنها تعود وتجدهم جثثا، معلقة بأنها داخل مكان لم تعرف أي شخص فيه، ولم يكن هناك مكان للاختباء فيه، وأبكي بعيدًا عن الأطفال.

قهر سيدات غزة

وأضافت بعض العبارات، التي كانت تحمل القهر والألم واليأس، قائلة: «هناك الكثيرون، قد يموتون داخل القطاع مليء بالسكان جراءالحصار الإسرائيلي المطبق عليه، بالرغم من ذلك، قد منعت إسرائيل دخول السلع الغذائية والوقود، بالإضافة إلي انقطاع الكهرباء ومياه الشرب عنهم».

استشهاد 9000 فلسطينية

ومازالت نساء غزة تواجه الموت يوميًا، حيث أعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم الجمعة، استشهاد أكثر من 9 آلاف امرأة في قطاع غزة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية الغاشمة، كما أن حوالي 75% من إجمالي عدد الجرحى من النساء، ويشكل النساء والأطفال بالقطاع نحو 70% من نسبة المفقودين تحت الأنقاض.

اقرأ أيضًا:

تم نسخ الرابط