بالانفصال أو الاستقلال.. دول أصبحت ذات سيادة مستقلة تعرف عليها
تمكن العديد من البلدان من الحصول على حريتها سواء الانفصال والاستقلال وتكوين حكومات ذات سيادة مستقلة على أراضيها، وهناك من تغلب على العديد من العقبات والصعوبات وأمكنه تكوين كيانات اقتصادية قوية مثل سنغافورة، ومنهم من دخل في حروب وصراعات داخلية كالسودان.
"بالمصري" يرصد في تقريره التالي البلاد التي حصلت حريتها سواء الانفصال والاستقلال وكونت دولًا ذات سيادة مستقلة
انفصال سنغافورة عن ماليزيا
أثناء الحرب العالمية الثانية، اجتاحت الإمبراطورية اليابانية دولة سنغافورة واحتلتها في الفترة بين 1942 وحتى 1945، وبعد انتهاء الحرب انتقلت سنغافورة إلى السيادة البريطانية، مع منحها درجة عالية من الحكم الذاتي، الذي بلغ ذروته في اندماج سنغافورة مع اتحاد مالايا لتأسيس "ماليزيا" في 1963.
وتسبب الاضطراب الاجتماعي والنزاعات بين حزب العمل الشعبي الحاكم في سنغافورة وحزب التحالف في ماليزيا؛ في انفصال سنغافورة عن ماليزيا، لتصبح سنغافورة جمهورية مستقلة في 9 أغسطس 1965.
وعانت سنغافورة من أزمة حادة في الإيواء والبطالة، وبدأت برنامجا للتحديث في نهاية الستينيات وحتى السبعينيات، وركز على التصنيع وتطوير مساكن عامة ضخمة للإيواء، والاستثمار بكثافة في التعليم الحكومي، وبحلول التسعينيات، أصبحت سنغافورة من أكثر الدول ازدهارًا في العالم.
انفصال البرتغال عن إسبانيا
نشبت سنة 1640 إلى 1668م حرب بين إسبانيا والبرتغال سميت "حرب الاستعادة البرتغالية"، كانت من أجل انفصال البرتغال من الاتحاد الأيبيري، ونجح البرتغاليون في الاستقلال بقيادة الملك جواو الرابع الذي كان من بيت براغانزا التي حكمت البرتغال قبل أن يستولي عليها فيليب الثاني ملك إسبانيا في سنة 1580، وكان انتصار البرتغال بدعم من مملكتي فرنسا وإنجلترا.
وقد نجحت البرتغال في استعادة عدة مناطق أخرى من إسبانيا وانتهت الحرب بإعلان "اتفاقية لشبونة" في سنة 1668.
انفصال الولايات المتحدة عن بريطانيا العظمي
في 4 يوليو عام 1776 اعتمد الكونجرس صيغة إعلان الاستقلال الأمريكي ليصبح هذا اليوم يوم استقلال تحتفل به الولايات المتحدة في كل عام، حيث أعلن في هذا اليوم أن المستعمرات الأمريكية الثلاث عشرة المتحاربة مع بريطانيا العظمى قد أصبحت ولايات مستقلة، وبالتالي لم تعد جزءا من الإمبراطورية البريطانية.
انفصال بنما عن كولومبيا
حدث انفصال بنما عن كولومبيا في 3 نوفمبر عام 1903، وكانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف باستقلال الجمهورية الوليدة، فأرسلت قواتها البحرية لمنع كولومبيا من الاستيلاء على أراضي بنما خلال الأيام الأولى لتأسيس الجمهورية الجديدة، مقابل دفاع الولايات المتحدة عن الجمهورية وبناء القناة، منحت أمريكا عقد إيجارٍ مدى الحياة يشمل الأراضي المحيطة بالقناة، والتي عرفت باسم منطقة قناة بنما، لكن ملكيتها أُعيدت لاحقا إلى بنما وفق أحكام معاهدات توريخوس كارتر.
وبعد اعتراف الولايات المتحدة، سارعت دول أخرى إلى الاعتراف باستقلال جمهورية بنما، لكن كولومبيا رفضت ذلك حتى عام 1909، بعدما تلقت مساعدة قدرها 500 ألف دولار من بنما تغطي حصة الأخيرة من الديون المستحقة عندما أعلنت استقلالها.
انفصال هايتي عن فرنسا
حصلت هايتي على استقلالها عن فرنسا بعد قيام "الثورة الهايتية"، وهي تمرد ناجح قاده العبيد الذين أعتقوا أنفسهم ضد الحكم الاستعماري الفرنسي في سان دومينجو.
وبدأت الثورة في 22 أغسطس عام 1791، وانتهت عام 1804 باستقلال مستعمرة هايتي، وشارك السود والخلاسيون "مولاتو" والفرنسيون والإسبان والبريطانيون في ثورة هايتي.
وتعتبر ثورة هايتي هي تمرد العبيد الوحيد الذي أدى إلى تأسيس دولة خالية من العبودية ولا يحكمها البيض أو القادة السابقون.
وقد مثلت الثورة أكبر انتفاضة للعبيد منذ تمرد سبارتاكوس الفاشل ضد الجمهورية الرومانية قبل نحو 1900 سنة.
وقد تحدت ثورة هايتي المعتقدات الأوروبية القديمة حول دونية السود وفشل الخاضعين للاستعمار بتحقيق حرياتهم والحفاظ عليها.
انفصال السودان عن مصر
في 21 فبراير 1953 وقعت الحكومتان المصرية والبريطانية اتفاقية يتم بمقتضاها منح السودان حق تقرير المصير في خلال ثلاث سنوات كفترة انتقالية تطبيقا لبنود الاتفاق.
وبناء على ذلك تمت أول انتخابات نيابية في السودان في أواخر عام 1953 وتم تعيين أول حكومة سودانية في 9 يناير 1954 وكانت معظمها من الشماليين، وفي 19 أغسطس قامت وحدات من الجيش السوداني الجنوبي بالتمرد وتم القضاء على حركة التمرد عن طريق الجيش.
وفي 30 أغسطس وافق البرلمان على إجراء استفتاء عام لتحديد مستقبل البلاد السياسي وفي نفس الوقت وافقت بريطانيا على الانسحاب من السودان في 12 نوفمبر 1955.
وفي 19 ديسمبر أعلن البرلمان السودان كدولة مستقلة بعد إجراء الاستفتاء العام، وقد أعلنت جمهورية السودان رسميا في 1 يناير 1956.
انفصال جنوب السودان عن السودان
في 9 يناير عام 2011 تم إجراء استفتاء حول ما إذا كان سكان جنوب السودان يرغبون بالبقاء بدولة واحدة مع السودان أو الانفصال بدولة مستقلة وذلك تنفيذا لبنود اتفاقية السلام الشامل والتي وقعت في نيفاشا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في 9 يناير 2005
وقد أعلنت نتيجة الاستفتاء في 7 فبراير 2011 وكانت نتيجتها موافقة أغلبية المصوتين على الانفصال عن السودان الموحد.
وقد أعلن عن الانفصال رسميا في 9 يوليو 2011 في حفل كبير في عاصمة الجنوب جوبا بحضور الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سيلفا كير وعدد من زعماء الدول.