حسن الخاتمة.. وفاة أربعة حجاج من محافظة المنوفية أثناء تأدية مناسك الحج

الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة في هذه الحياة.، والجميع يتمنى أمنية واحدة وهي “حسن الخاتمة”، ومن نالها حصد وجنى ثمار كل ما مضى من عمره واطمأن عليه ذووه ومحبوه. ولا يكون حسن الخاتمة أجل من الموت في أرض طاهرة مباركة، وفي أثناء تأدية إحدى فروض الشريعة الإسلامية.. إذ قال صلى الله عليه وسلم: “من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” مبرأً من كل ذنب . 

 توفي قبل أداء الفريضة وصلى عليه مليونا مسلم

وفي موسم الحج هذا العام توفي أربعة من حجاج بيت الله الحرام، من المقيمين بمحافظة المنوفية، أثناء أداء مناسك الحج بمكة المكرمة، الأرض الطاهرة، وأكدت أسرة احد حجاج بيت الله الحرام الذي يدعى جمال عمارة المصري، ويبلغ من العمر 62عاما، والذي توفي في الأراضي السعودية أثناء موسم الحج، أنه  توفي وصلى عليه نحو مليوني مسلم داخل الحرم المكي.

وصرح أحد أفراد أسرة المتوفى لموقع "بالمصري" أن المتوفى كان مريضًا بالكبد، وتوفي مع بدء موسم الحج، لافتًا إلى أن المتوفى سافر للأراضي السعودية منذ 20 يومًا وأدى العمرة ويسعفه الوقت لأداء فريضة الحج، إذ مرض وتوفي داخل المستشفى، متأثرا بإصابته بمرض الكبد، وصلى عليه أكثر من مليوني مسلم في الحرم المكي ودفن في الأرض الطاهرة بمكة المكرمة، كما صلى عليه أهل قرية كفر العرب صلاة الغائب، بحسب أحمد لبيب، أحد أقارب المتوفى. 

محمد داود.. توفي أثناء رمي الجمرات

أما الحاج محمد داود، المقيم بمحافظة المنوفية، فتوفي أثناء أداء مناسك الحج، عقب رميه الجمرات، أول أيام عيد الأضحى، متأثرا بإصابته بضربة شمس، بعد أن ظهر بمقطع فيديو دعا فيه لأحبته وأهله وأصدقائه. 

ومن حسن الخاتمة أن الحاج محمد داود، ظهر في الفيديو وهو يدعو لأسرته وأحبابه ورواد مسجد كان يؤم المصلين فيه، قائلا "اللهم اوعد كل مشتاق، احنا دلوقت على عرفات، وبدعي لكل من وصاني إخواتي وحبايبي وزوجات إخواتي وأولادهم، وكل رواد مسجد عمر".

الحاج محمد داود جمع خيري الدنيا والآخرة، إذ كان يعمل تاجر غلال بالقاهرة، وكان حافظا لكتاب الله رغم عدم  تعليمه، وكان يتبع الأخيار من الفقهاء والمشايخ، وكان دوما يؤم المصلين في المسجد نظرا لحمله كتاب الله. 

وبعد وفاة الحاج محمد داود، متأثرا بإصابته بضربة شمس، انقطعت كل سبل التواصل معه، وحاولت أسرته التواصل مع أحد الحجاج المتواجدين هناك للسؤال عنه، كما رفعت صورا له على جروبات المفقودين بالحج حتى تأكدوا من خبر وفاته. 

الحاجة فريال شفيق المليجي عمر، المقيمة بقرية شرانيس التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، توفيت أثناء رمي الجمرات. وأكد أحد رفاقها بالحج أنها أحست بإعياء أثناء رمي الجمرات، وحتى لا يفوتها أحد أركان الحج، ولحسن الخاتمة؛ أوكلت مسؤول الحملة، وعقب رمي آخر حصوة فاضت روحها إلى بارئها ملبية محرمة، ومن المقرر أن تدفن اليوم في البقيع، وتستعد أسرتها لاستقبال المعزين وإقامة العزاء في مسقط رأسها.

أما الحاج  محمد راشد، المقيم  بمركز منوف بمحافظة المنوفية، والذي يبلغ من العمر 67 عامًا، فكان مريضًا بالضغط والسكر، وسافر منذ قرابة الشهر لأداء فريضة الحج، وأدى الشعائر، ووقف بعرفة، ورمى الجمرات، لكن بسبب ارتفاع درجة الحرارة، جلس تحت شجرة وأغمض عينيه، وحاول أحد الرفاق أن يوقظه فوجده توفي  بلبس الإحرام ونال حسن الخاتمة.