الجمعة 05 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

زيارة القبور في الحيض .. حكمها وشروطها وآدابها

بالمصري

 

زيارة القبور من السنن المؤكدة في الإسلام، وهي من الأمور التي تذكّر الإنسان بالآخرة وتجعله يستعد لها. وقد اختلف الفقهاء في حكم زيارة المرأة الحائض للقبور، فذهب جمهورهم إلى جواز الزيارة، بينما ذهب البعض الآخر إلى تحريمها.

الرأي الأول: جواز الزيارة

ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز زيارة المرأة الحائض للقبور، وذلك لعدة أدلة منها:

  • الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة". (رواه مسلم).
  • أن زيارة القبور إنما هي لذكر الله تعالى والدعاء للموتى، ولا فرق في ذلك بين الحائض وغيرها.

وبناءً على هذا الرأي، فإن المرأة الحائض يجوز لها زيارة القبور للعظة والدعاء للمتوفى، وذلك مع مراعاة الآداب الشرعية الواجبة على المرأة أثناء الخروج، وعدم مزاحمة الرجال، أو إحداث أمر منهى عنه كالنواح، أو الاعتراض على قدر الله تعالى.

الرأي الثاني: تحريم الزيارة

ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم زيارة المرأة الحائض للقبور، وذلك لعدة أدلة منها:

  • الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله زوارات القبور". (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه).
  • أن زيارة القبور من شعائر الجاهلية، وقد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر.

وبناءً على هذا الرأي، فإن المرأة الحائض لا يجوز لها زيارة القبور، وذلك لما ورد من أحاديث نبوية تُحرم ذلك.

الرأي الراجح

الرأي الراجح في هذه المسألة هو جواز زيارة المرأة الحائض للقبور، وذلك لقوة الأدلة التي تدعم هذا القول، ومنها:

  • أن الحديث الذي يحرم زيارة القبور هو حديث ضعيف، وقد ضعفه كثير من أهل العلم، منهم الإمام أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم.
  • أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن زيارة القبور في بداية الأمر، ثم أباحها بعد ذلك، وذلك كما روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور، ثم أمر بزيارتها".

وبناءً على هذا الرأي، فإن المرأة الحائض يجوز لها زيارة القبور للعظة والدعاء للمتوفى، وذلك مع مراعاة الآداب الشرعية الواجبة على المرأة أثناء الخروج، وعدم مزاحمة الرجال، أو إحداث أمر منهى عنه كالنواح، أو الاعتراض على قدر الله تعالى.

شروط زيارة المرأة الحائض للقبور

يُشترط في زيارة المرأة الحائض للقبور عدة شروط، منها:

  • أن تكون الزيارة قصيرة ولا تطول، وذلك مراعاةً لحالها الصحية.
  • أن تلتزم بآداب الزيارة الشرعية، وذلك بعدم مزاحمة الرجال، أو إحداث أمر منهى عنه كالنواح، أو الاعتراض على قدر الله تعالى.
  • أن تحرص على ستر عورتها، وذلك بارتداء ملابس فضفاضة لا تبرز مفاتن جسمها.

آداب زيارة المرأة الحائض للقبور

تُعد زيارة المرأة الحائض للقبور من الأمور المستحبة، وذلك لما لها من آثار إيجابية على نفس الإنسان وإيمانه. وفيما يلي بعض الآداب التي ينبغي على المرأة الحائض مراعاتها عند زيارة القبور:

  • التوجه إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع، والطلب من الله تعالى الرحمة والمغفرة للمتوفى.
  • القراءة من القرآن الكريم، وذلك طلبًا للثواب للمتوفى.
  • تذكر الآخرة والاستعداد لها.

الخلاصة

زيارة القبور من الأمور التي تذكّر الإنسان بالآخرة وتجعله يستعد لها، وهي من السنن المؤكدة في الإسلام. وقد اختلف الفقهاء في حكم زيارة المرأة الحائض للقبور، فذهب جمهورهم إلى جواز الزيارة، بينما ذهب البعض الآخر إلى تحريمها. والرأي الراجح في هذه المسألة هو جواز زيارة المرأة الحائض للقبور، وذلك لقوة الأدلة التي تدعم هذا القول

“هل أعجبك هذا المحتوى؟ هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل ترغب في مساعدتنا على نشره؟ شاركه مع أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني، كل مشاركة تساعدنا على الوصول إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة المحتوى الرائع معهم، شكرًا لك على دعمك، ونسعد ان تزورونا على منصات «بالمصري» المختلفة.، الفيس بوك - تويتر - لينكد إن - بنترست - يوتيوب

تم نسخ الرابط