الثلاثاء 16 يوليو 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

"إيكواس" تلعب بورقة الجزائر كحلٍّ أخير لأزمة النيجر.. إما المفاوضات أو الحرب

أزمة النيجر
أزمة النيجر

تُشكل أزمة النيجر أزمة ضخمة لدول القارة السمراء، إذ تشمل النتائج المترتبة عليها التدخل العسكري من بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، ما سيسفر حتمًا عن أزمات جديدة، قد يكون العالم في غنى عنها.

وهو ما دفع الجزائر للتوسط والدخول على خط الأزمة تفاديًا لنتائج من شأنها تدهور الأوضاع بصورة أكبر، وعليه فيُجري وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، جولة إفريقية تشمل 3 بلدان تابعة للمجموعة.

 

الجزائر تتوسط لإنهاء أزمة النيجر

 

وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، أن عطاف، وبتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يشرع ابتداءً من اليوم، في زيارات عمل إلى كل من نيجيريا وبنين وغانا، لإجراء مشاورات مع نظرائه في هذه البلدان التي تنتمي إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا؛ لبحث "حل سياسي" لأزمة النيجر.

هذه "المشاورات ستتمحور حول أزمة النيجر وسبل التكفل بها، عبر الإسهام في بلورة حل سياسي يجنب هذا البلد والمنطقة بأسرها تداعيات التصعيد المحتمل للأوضاع"، وفق ذات المصدر.

ويواجه المجلس العسكري بالنيجر، ضغوطًا كبيرة، حيث فرض الاتحاد الإفريقي عقوبات ضده، على رأسها إعلان تعليق مشاركة النيجر في جميع أنشطته، وذلك جراء الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، في 26 يوليو الماضي.


انفراجة في أزمة النيجر


على مدار الأشهر الماضية، رفض قادة الانقلاب في النيجر، استقبال أي من الوفود التي أرسلتها "إيكواس"، خصوصًا عقب فرض الأخيرة مزيدًا من العقوبات وتهديدها بالتدخل العسكري، إلا أن أملًا جديدًا بات يلوح في الأفق.

حيث استقبل المجلس العسكري، وفد المنظمة، لأول مرة، الأمر الذي من شأنه أن يفتح آمالًا في حل دبلوماسي.

لكن الشروط التي فرضها قادة الانقلاب في النيجر، لم تُلق استحسان المجموعة، حيث رفضت الأخيرة أي مقترحات لفترة انتقالية جديدة، فعادت الأمور إلى نصابها الأول.


تعقيدات جديدة


وقابلت "إيكواس" مقترح المجلس العسكري الحاكم في النيجر، والقاضي بتسيير فترة انتقالية من ثلاث سنوات تعقبها انتخابات ديمقراطية، برفض قاطع.

ومن جانبه، قال عبد الفتاح موسى؛ مفوّض الشؤون السياسية والسلم والأمن في المنظمة الإقليمية: "أطلقوا سراح الرئيس محمد بازوم دون شروط مسبقة، واستعيدوا النظام الدستوري دون مزيد من التأخير"، بحسب "رويترز".

رفض "إيكواس" مقترحات المجلس العسكري بالنيجر، سيُفصي حتمًا إلى الحل الذي لا يرجوه الجميع، حيث لم يتبق سوى التدخل العسكري، وهو القرار الذي أكد موسى أنهم اتخذوه بالفعل، لكن لم يحدد موعده، بحسب "سبوتنيك".


الجزائر ترفض فتح أجوائها لعملية عسكرية ضد النيجر


إلا أن الجزائر، ترفض الخيار العسكري في حل أزمة النيجر، لذلك فقد رفضت طلبًا فرنسيًا لفتح أجوائها أمام عملية عسكرية ضد النيجر، بحسب الإذاعة الجزائرية.

وقالت الإذاعة الجزائرية، إن بلادها رفضت طلبًا فرنسيًا لفتح أجوائها أمام عملية عسكرية في النيجر، بعد انقلاب 26 يوليو الماضي، في الدولة الواقعة غرب إفريقيا التي تقع إلى الجنوب من الحدود الجزائرية.

الإذاعة أوضحت، أن "فرنسا تستعد لتنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر والمتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم".

كما أكدت الإذاعة، أن الجزائر التي كانت دائمًا ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وردها كان صارمًا وواضحًا".

وبالرغم من رفض الكثير من دول المجموعة الاقتصادية "إيكواس"، لخيار التدخل العسكري في النيجر، إلا أن الأمر لن يحتاج إجماع البلدان كافة، في حال استمر تعنت المجلس العسكري هما.

وتدعم فرنسا قرارات المجموعة بشدة، خصوصًا بعد فقدانها تواجدها في المنطقة جراء الانقلاب، لكنها نفت في الوقت ذاته، عبر رئاسة هيئة أركان الدفاع، أنها طلبت من الجزائر استخدام مجالها الجوي لتنفيذ عملية عسكرية في النيجر.

وتستمر الأوضاع في النيجر بصورة تؤرق الجميع، فأي حلول سوى المفاوضات من شأنها زيادة أزمات القارة التي تعاني بالفعل على جبهات عدة.

 

تم نسخ الرابط