الأحد 06 أكتوبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

المصالح المشتركة تقود موسكو لعقد القمة "الإفريقية- الروسية" رغم التحديات

بعد تدشين مصر لها..

القمة الإفريقية-
القمة "الإفريقية- الروسية"

بعد 4 سنوات من تدشين مصر لها، خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي عام 2019، بهدف دعم العلاقات بين روسيا وإفريقيا، تُعقد في مدينة سان بطرسبرج النسخة الثانية من القمة "الإفريقية-الروسية"، بمشاركة أكثر من 17 دولة إفريقية على رأسها مصر. 
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إلى مدينة سان بطرسبرج بروسيا، للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة، التي من المتوقع أن يحضرها ما لا يقل عن 40 رئيس دولة وكبار القادة الأفارقة مع وفودهم.


نشأة القمة

دُشنت القمة "الإفريقية الروسية" عام 2019، تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي، وعقدت دورتها الأولى في مدينة سوتشي الروسية، برئاسة القاهرة وموسكو. 
وتهدف القمة لدعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الإفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة. 
وعقد المنتدى الأول، يومي 23 و24 أكتوبر 2019، وشارك فيه أكثر من 6000 شخصية من روسيا و104 دول وأقاليم.
كما حضر القمة 54 من قادة الدول الإفريقية، وتم توقيع 92 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تجاوزت تريليون روبل، كما عقدت 569 اجتماعا خلال المنتدى برعاية مؤسسة "روس كونجرس".


جدول أعمال القمة الثانية


يشمل جدول أعمال القمة، ملفات عدة، على رأسها قضايا التجارة والأمن وتوريد الحبوب والأسمدة، بحسب ما ذكره مسؤولون روس. 
يأتي ذلك بعدما أعلنت موسكو الأسبوع الماضي، انسحابها من اتفاق الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في البحر الأسود، والذي سمح لأوكرانيا، أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم، بتصدير الحبوب بأمان من موانئها.
ويمكن أن يُسبب انسحاب روسيا من صفقة الحبوب في البحر الأسود، نقصًا في الغذاء في أجزاء من إفريقيا ويرفع أسعار المواد الغذائية عالميًا.
كما أكد المسؤولون الروس، بحسب وكالة "سبوتنيك"، أن اقتراح السلام لأوكرانيا الذي اقترحه القادة الأفارقة "يمكن مناقشته" في القمة، وقد تكون مجموعة المرتزقة الروسية فاجنر أيضًا نقطة نقاش.
وتتعاقد مجموعة فاجنر مع دول مثل السودان ومالي مقابل موارد طبيعية مثل الذهب، وقد شن قادة فاجنر تمردًا قصيرًا الشهر الماضي، ضد موسكو قبل نقلهم إلى بيلاروسيا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن عمل فاجنر في إفريقيا سيستمر.
وستتضمن القمة هذا العام، عقد جلستين عامتين وسيصدر عنها إعلان ختامى، كما سيعقد على هامش القمة عدد من الفعاليات الاقتصادية والتجارية والثقافية، أبرزها المنتدى الاقتصادي والإنساني.


مصالح مصر من القمة


تُمثل القمة فرصة قوية لمصر، لترسيخ تواجدها على المستويين الإفريقي والروسي، خصوصًا وأنها تأتي في وقت يستعد فيه العالم لوضع خريطة عالمية جديدة. 
وقال السفير رؤوف سعد، سفير مصر لدى روسيا الأسبق، خلال تصريحات إعلامية، إن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي القمة، تأتي في وقت بالغ الأهمية، تزامنًا مع الحرب الأوكرانية الروسية
وأشار سعد، إلى أنه منذ تولي الرئيس السيسي سدة الحكم وسعت مصر علاقاتها مع الدول الأخرى، منوهًا أن السياسة الخارجية تستبعد تحقيق مكاسب طرف على طرف آخر.
وتابع السفير رؤوف سعد: "إفريقيا أصبح لها سوقًا كبيرًا لما تمتلكه من ثروات غير مستغلة حتى الآن"، مشددًا على أن هناك علاقات تاريخية بين مصر وروسيا وزادت تلك العلاقات حتى الآن، بدأت باستيراد السلاح وصولًا بالمفاعل النووي في الضبعة.
كما تُعد القمة، فرصة لتطوير الملفات الثنائية بين القاهرة وموسكو، خصوصًا تلك المتعلقة بملف تصدير الحبوب، كما يمكن مناقشة ملفات التعاون الثلاثي بين مصر وروسيا وإفريقيا في مجالات 'البيئة والمناخ، والإصلاح الاقتصادي، والتحول الرقمي.
وبحسب وسائل إعلام مصرية روسية، فمن المقرر، أنَّ تشهد زيارة الرئيس السيسي أيضًا، لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على الأصعدة كافة.


مشروعات واتفاقيات ثنائية


تختلف قمة هذا العام عن سابقتها، حيث تنطلق في ظل توترات جيوسياسية بالغة الشدة، ويرجح تحليل نشره موقع "ستراتفور"، أن تطغى عليها الأحداث الأخيرة المتمثلة في انسحاب روسيا الأخير من اتفاقية الحبوب، وأسئلة تتعلق بمستقبل مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، والتعاون العسكري الروسي مع بعض الدول الإفريقية، والمعركة الدبلوماسية المستمرة حول ردود الفعل العالمية على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتأمل الحكومة الروسية، أن تحقق من خلالها مستوى جديدًا من الشراكة مع القارة السمراء من خلال توسيع آفاق التعاون في مجالات شتى، سياسية وأمنية واقتصادية وتكنولوجية.
ورغم التفاوت المتوقع لتعاطي الدول الإفريقية مع القضايا آنفة الذكر، فإن من المرجح أن تهيمن تلك القضايا على مسار علاقات روسيا مع القارة السمراء على المدى القريب، مما سيحد قدرة موسكو على تحقيق نجاحات مؤثرة أو دائمة مع شركائها الأفارقة، وفق ستراتفور.
وبدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في يونيو الماضي، إن الموضوعات الرئيسية في جدول أعمال القمة ستشمل قضايا التكنولوجيا، وتطوير الصناعة والبنية التحتية الحيوية في القارة السمراء، ومشرعات رقمية بالدول الإفريقية، وتطوير مشروعات الطاقة والزراعة والتعدين، وضمان الأمن الغذائي، ضمن قضايا أخرى.
ويرجح الموقع، أن تتمخض القمة الروسية الإفريقية، عن الإعلان عن مشروعات واتفاقيات ثنائية جديدة في المجالات التي تركز عليها، لكنه يستبعد أن تقود إلى تقارب أكبر بين الدول الإفريقية وروسيا.
كما يتوقع الموقع، أن روسيا ستسعى خلال القمة لتقديم اتفاقيات تعاون عسكري ومبيعات أسلحة لتعزيز العلاقات مع شركائها الأفارقة.
 

تم نسخ الرابط