الجمعة 22 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

ماذا يحدث إذا عاش الإنسان بلزومية القلق، وصاحبه بشاعة إحساس العدو المتربص، ساعتها تكون الحياة أحلك سوادًا من ليل تهامة - كما يقولون.

وعلى الرغم من بشاعة ما ذكرنا، فدعني أخبرك بالجزء الأكثر إيجابية في حديثي، ولا تنتظر بعده حدييثًا يريحك او تطمئن إليه، هذا الجزء أقول لك فيه: «أن لقلق شعورًا طبيعيًا يواجهنا جميعًا في مختلف مراحل حياتنا»-  لكن ماذا لو تحول هذا الشعور إلى قلق مفرط و مزمن يؤثر على حياتك اليومية؟ هنا نتحدث عن اضطراب القلق، ذلك العدو الخفي الذي قد يهدد سعادتك وراحتك.

وفي البداية لابد أن أخبرك ما قاله العلم، فالقلق  هو اضطراب نفسي يتميز بوجود شعور مُفرط و دائم  والخوف والقلق من مواقف أو أحداث مُحددة أو حتى من أمور غير محددة.. ينعكس هذا الاضطراب على حياة الشخص جسديًا ونفسيًا، ما قد يؤثر على قدرته على العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية، وكل شيء.

وما زلت معك في حديث العلم الذي يصنف القلق إلى انواع مختلفة، أذكر لك أبرزها، حيث الأهمية كما وضح العلماء ذلك، حيث بدؤها باضطراب القلق العام، وهذا النوع يتميز بوجود قلق مُفرط و دائم من أمور الحياة اليومية، ثم يأتي اضطراب الهلع، وهو عبارة عن  نوبات مفاجئة من الخوف الشديد ترافقها أعراض جسدية قوية.

بقي أن أحدثك عن الرهاب، والذي ينقسم إلى أنواع لا منتيهة كما ذكر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، وإجمالا هو خوف مُفرط من موقف أو شيء مُحدد، مثل رهاب المرتفعات أو رهاب الأماكن المغلقة، وأخرأهم أنواع القلق هو اضطراب القلق الاجتماعي، وهو خوف مُفرط من المواقف الاجتماعية و التفاعل مع الآخرين.

وكما اوصت الدراسات، فقد تتنوع أعراض اضطراب القلق وتختلف من شخص لآخر، لكن الأعراض الشائعة تشمل، الأعراض النفسية، وفيها  قلق مُفرط، خوف، توتر، تهيج، صعوبة في التركيز، الأرق، أفكار سلبية، والقسم الثاني الأعراض الجسدية، وفيها خفقان القلب، ضيق التنفس، التعرق، ارتجاف اليدين، الصداع، الغثيان، آلام المعدة.

وهنا نصل إلى سؤال هام جدًا .. ما هي عوامل الخطر، والحقيقة أن  عوامل الخطر التي قد تُساهم في الإصابة باضطراب القلق متعددة، منها العوامل الوراثية، العوامل البيئية، العوامل الشخصية، بعض الأمراض الجسدية، وكل عامل من ذلك يحتاج إلى مقال منفصل.

دعني أقول لك أن  تشخيص اضطراب القلق من خلال استشارة الطبيب النفسي الذي سيقوم بتقييم الأعراض وتحديد نوع الاضطراب، وكن متفائلا، فهناك طرق لعلاج اضطراب القلق، منها، العلاج النفسي، العلاج الدوائي، تغييرات نمط الحياة.

وفي الختام أود أن أخبرك أمرًا، اضطراب القلق ليس قدرًا مُحتومًا، بل يمكن التغلب عليه من خلال العلاج المناسب وتغييرات نمط الحياة، وتذكر أنك لست وحدك في هذه الرحلة، فهناك العديد من الأشخاص الذين يواجهون نفس التحديات.

تم نسخ الرابط