السبت 23 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

لماذا طالبت السعودية مواطنيها بمغادرة لبنان فورًا؟

السعودية
السعودية

قرار اتخذته المملكة العربية السعودية، وفاجأ اللبنانيين، إذ أصدرت الرياض، الجمعة الماضي، بيانًا، تدعو فيها مواطنيها، إلى مغادرة لبنان فورًا. الصادم في القرار ليس محتواه بقدر ما تلاه من بيانات خمسة من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، التي دعت مواطنيها للأمر ذاته.

القرارات الخليجية كانت صادمة الشعب اللبناني، كونها تأتي في وقت لا تشهد فيه البلاد ما شهدته في السابق من أزمات وتداعيات أمنية، لم يترتب عليها مثل تلك القرارات، وبالرغم من كون البيانات الخليجية الخمسة اختلفت في لهجتها ومحتواها عن البيان السعودي فإنها حملت التخويف ذاته، فما السبب وراء ذلك.


اشتباكات عين الحلوة

 

جدّدت كل من السعودية والإمارات والبحرين الطلب من مواطنيها عدم السفر إلى لبنان، دعت قطر والكويت وعمان مواطنيها إلى توخي الحذر والابتعاد عن المناطق التي تشهد نزاعات مسلّحة، من دون الإشارة إلى منعهم من السفر إلى لبنان.

اللافت أن البيانات صدرت بعد توقف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، الواقع قرب مدينة صيدا، جنوب لبنان، التي دامت أيامًا عدة على خلفية مقتل عنصر في تنظيم إسلامي أدى إلى اندلاع الاشتباكات.

تلك الاشتباكات خلّفت 13 قتيلًا وعددًا من الجرحى من بينهم جنود من الجيش اللبناني، كانوا يتمركزون على نقاط تفتيش ثابتة عند مداخل المخيم، بحسب إذاعة "بي بي سي" البريطانية.

لكن الاشتباكات توقفت صباح الأربعاء الماضي، بموجب هدنة اتفقت عليها هيئة العمل الفلسطيني المشترك، أما البيان السعودي فصدر مساء الجمعة، أي بعد أكثر من 48 ساعة من اتفاق الهدنة.


ماذا تقصد المملكة بتلك الاشتباكات؟


بحسب اللبنانيين أنفسهم، فإن النزاع انتهى قبل إصدار البيانات الخليجية، ما أثار لديهم تساؤلا واحدا، وهو: أي مناطق النزاع التي قصدتها المملكة، وما تأثير ذلك القرار على السياحة في الدولة السياحية التي باتت تفتقر لأهم مواردها، خلال العشرية الأخيرة، بحسب الإذاعة البريطانية؟ 
تلك التساؤلات دفعت المسؤولين الخليجيين لتحليل القرار، مؤكدين دعمهم للبنان، إلا أن ذلك القرار جاء لحماية أبناء شعوبهم من احتمالات تدهور الأوضاع اللبنانية هناك.

وكيل وزارة الخارجية للشؤون القنصلية والإدارية في مملكة البحرين، السفير محمد علي بهزاد، قال لموقع "بي بي سي"، إن "التحذيرات الأخيرة التي تمت إعادة نشرها من قبل وزارة الخارجية البحرينية، تأتي تأكيدًا لضرورة التزام المواطنين كافة بالبيانات الصادرة عن الوزارة مسبقًا حول عدم السفر نهائيًا إلى لبنان ودعوتها المسبقة لهم إلى مغادرة الأراضي اللبنانية نظرًا للأوضاع المتوترة، وذلك لحمايتهم من التعرّض لأي مخاطر".

ومن جانبه، قال السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، أمام وفد لبناني حزبي زاره في السفارة، إن "دعوة السعوديين لمغادرة لبنان أتت على خلفية أحداث مخيم عين الحلوة وأن المملكة حريصة على مواطنيها أينما وجدوا، ولا يمكن أن تفرّط بهذا الموضوع".

وأكد السفير، أن "المملكة كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان وأن الفترة المقبلة ستثبت ذلك، إن توصّل اللبنانيون إلى حلّ لأزمتهم".

أما الكاتب في صحيفة اليوم السعودية سالم اليامي، فقال في مقابلة مع الموقع البريطاني: إن البيانات الخليجية تأتي من منطلق خوف السلطات الخليجية على مواطنيها من الوضع الأمني في لبنان، خصوصًا أن لا أفق جديًا في معالجته ومعالجة أسباب تدهوره، سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية أم مالية.

وقال إنه يتفهّم إصدار هذه البيانات حتى وإن كانت أعداد الخليجيين عمومًا، والسعوديين خصوصًا، قليلة بسبب حظر السفر، ذلك أن قرارات مماثلة تأتي بناء على مخاوف أو على معلومات استخباراتية.


أعداد السعوديين في لبنان


القرار أثار فضول القيادات السياسية في لبنان، خصوصًا أن السلطات السعودية لا تسمح بسفر مواطنيها إلى لبنان منذ سنوات إلا بموجب تصريح مسبق، وغالبًا ما يأتي الجواب عليه من السلطات بالرفض.

والسعوديون الموجودون في لبنان، إما موظفو السفارة السعودية لدى بيروت، وأفراد عائلاتهم، وإما موظفو شركات سعودية من بينها الخطوط الجوية السعودية، والتي اختطف أحد موظفيها في أواخر شهر مايو الماضي من قبل عصابة طالبت بفدية مالية، بحسب الموقع البريطاني.

كما أن هناك سعوديين يأتون إلى لبنان من دون الحصول على تصريح من بلدهم، وذلك عبر السفر إلى بلد ثان قبل الوصول إلى لبنان.

وهو ما دفع البعض إلى ترجيح تصاعد الخلافات بين البلدين، بعد توترات سابقة دفعت المملكة إلى تهميش دورها في لبنان وعدم التدخل في قضاياها بالعمق ذاته، حتى إنها رفضت اتخاذ موقف صريح خلال أزمة الشغور الرئاسي الحالية، بحسب وسائل إعلام سعودية.

 

تم نسخ الرابط