اجتماع جدة.. روسيا ترحب بمجهودات السعودية للتسوية رغم إقصاء موسكو من المفاوضات
يأتي اجتماع جدة بشأن أوكرانيا، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، خططه للرد المتواصل على روسيا وفي عقر دارها، ما من شأنه إطالة أمد الحرب وإنهاء أي محاولات للسلام.
فيما أعربت روسيا عن أن ذلك الاجتماع سيكون مفيدًا في حال ساعد الغرب على إدراك عدم جدوى "خطة زيلينسكي".
موسكو تتابع النتائج
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "الآن يتم اقتراح عدد أكبر من المبادرات المختلفة. نحن على اتصال بالشركاء، أما بالنسبة للحدث الذي تعقده السعودية، إذا كان يساعد الغرب على فهم الطريق المسدود بالكامل لخطة زيلينسكي، فسيكون مفيدًا".
وأكّد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، دميتري بيسكوف- في وقت سابق- أن الكرملين سيتابع الاجتماع في السعودية بشأن أوكرانيا، مبينًا أن روسيا تتابع الأهداف التي تم وضعها لهذا الاجتماع.
وأعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس الأحد، أن "السعودية تريد إجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا في جدة، في أغسطس المقبل، حيث تمت دعوة ممثلين عن 30 دولة إلى هناك، لكن روسيا ليست من بينها".
لا تسوية بدون روسيا
وفي السياق نفسه، أكد مصدر روسي، خلال تصريحات صحفية، استحالة قيام تسوية للأزمة دون وجود روسيا وشروطها ومصالحها.
وبحسب وكالة "سبوتنيك"، فإن تسوية الأزمة حول أوكرانيا مستحيلة موضوعيًا دون مشاركة روسيا، ودون مراعاة مصالحها المشروعة".
وأضاف المصدر: "التسوية على أساس صيغة الإنذار النهائي لزيلينسكي، مستحيلة، وأي اجتماعات بشأن هذا الموضوع يجب أن تأخذ هذه الظروف في الحسبان".
حرب عالمية ثالثة
إلا أن كل الدعوات التي تهدف إلى تهدئة الأوضاع في أوكرانيا، ستصطدم جميعًا بخطة الرئيس زيلينسكي، وهجومه المتكرر على روسيا، بحسب السياسي الفرنسي وعضو البرلمان الأوروبي السابق فلوريان فيليبو.
وقال فيليبو، عبر حسابه الرسمي بـ"تويتر"، إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يريد إشعال حرب عالمية ثالثة بهجمات على الأراضي الروسية".
وكتب السياسي الفرنسي: "ألم يعد زيلينسكي الدول الغربية، التي كانت تزوده بالعديد من الأسلحة منذ شهور، ألّا يستخدمها أبدًا لضرب الأراضي الروسية؟ وإلا، فهذه حرب عالمية ثالثة! من الواضح أنه يريد ذلك".
جاءت تصريحات فيليبو، عقب إعلان عمدة موسكو سيرجي سوبيانين، في وقت سابق الأحد، إن طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت ليلًا موسكو، وتضررت واجهات برجين مكتبيين في المدينة بشكل طفيف، ولم تقع إصابات أو ضحايا.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن نظام كييف حاول تنفيذ هجوم إرهابي على أهداف في العاصمة بثلاث طائرات مسيرة، وتم إسقاط طائرة مسيرة باستخدام أنظمة دفاع جوي، وتحييد طائرتين بأنظمة الحرب الإلكترونية.
من الواضح أن تلك الأزمات، لن تمهد الطريق أمام أي محاولة جديدة للتسوية، حيث بات غرور الرئيس الأوكراني، يحركه في اتجاهات من شأنها إطالة أمد الصراع وتهديد العلاقات الروسية الغربية بشكل أكبر، قد يدفع موسكو لاستخدام الأسلحة النووية في أي وقت، بحسب خبراء.