روسيا تتحدى القيود الغربية وتوثق تواجدها بإفريقيا عبر بوابة الجزائر
يبدو أن القيود التي يفرضها على الغرب على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، دفعت موسكو للبحث عن منافذ أخرى لمواجهة الحصار الغربي المزعوم، فكانت إفريقيا هي بوابة موسكو الأولى نحو الهروب من هيمنة الغرب.
وكانت الجزائر أكثر حلفاء روسيا في القارة السمراء، حيث وثقت معها تعاونًا عسكريًا، اقتصاديًا وسياسيًا وهو ما أغضب الغرب، الذي هدد في وقت ما بفرض عقوبات على الجزائر لتقاربها من روسيا.
روسيا تتعاون عسكريًا مع الجزائر
أوضحت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان لها، أن سفينة عسكرية روسية، رست بميناء الجزائر، في زيارة تهدف لتعزيز علاقات التعاون العسكري الثنائي.
وقالت وزارة الدفاع، إنه "في إطار نشاطات التعاون العسكري الثنائي الجزائري-الروسي رست، الأربعاء، بميناء الجزائر السفينة الهيدروغرافية "KILDIN SSV-512" من الأسطول الروسي للبحر الأسود".
وأشار بيان الوزارة، إلى أن زيارة السفينة الروسية التي تستمر حتى يوم غد الجمعة، تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون العسكري الثنائي بين القوات البحرية الجزائرية ونظيرتها وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى تدعيم التنسيق المشترك بين الجيشين.
التعاون المشترك بين القوات البحرية في الجزائر وروسيا ليس جديدًا، ففي أكتوبر الماضي، أجرى الجانبان تدريبات مشتركة في المياه الجزائرية.
أثار ذلك التقارب، غضب نواب بالكونجرس الأمريكي، حيث تقدم 27 منهم بطلب إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن للمطالبة بفرض عقوبات على الجزائر، عقابًا على علاقاتها العسكرية بروسيا.
بوابة لإفريقيا
تدرك موسكو جيدًا أهمية الجزائر في الوقت الحالي، خصوصًا في ظل ما يشهده جوارها من أزمات في ليبيا ومالي ودول الساحل، لذلك تسعى لتطوير العلاقات الثنائية على المستويات كافة، لتكون بوابتها للانطلاق إلى القارة السمراء.
بدأ التقارب العسكرية بين البلدين، في عام 2020، حيث زار الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، روسيا 3 مرات، كان آخرها يوم 31 يوليو الماضي، كما شارك في أغسطس الماضي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في الندوة العاشرة للأمن الدولي، التي نظمتها موسكو.
التقارب الروسي الجزائري
تتمتع الدولتين بتقارب قوي، خصوصًا في الآونة الأخيرة، حيث يعتمد تسليح الجيش الجزائري، بنسبة كبيرة على السلاح الروسي، كما ترتبط الدولتان بعلاقات اقتصادية وسياسية متميزة ظهرت جلية خلال الأزمة الأوكرانية، حين دعمت الجزائر موقف موسكو سياسيًا.
إلى جانب ذلك، فترتبط البلدان بعلاقات قوية في كافة المجالات، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في 2021، 3 مليارات دولار رغم أزمة جائحة فيروس كورونا.
كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط "أوبك+".
وفي يونيو الماضي، زار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يشغل أيضًا منصب وزير الدفاع، روسيا، حيث التقى نظيره فلاديمير بوتين، ووقعا على وثيقة التعاون الاستراتيجي.