السبت 23 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

الهدوء النسبي يعود إلى ليبيا بعد ليلة دامية أعادتها لمربع الصفر

اشتباكات ليبيا
اشتباكات ليبيا

رائحة الدماء تتأثر في كل مكان، وكأن ليبيا التي تعاني من انهيار ودمار قائم منذ 2011، كانت بحاجة إلى مزيد من الاشتباكات والجراح، إلا أن المثير تلك المرة أن الدولة التي تقع في شمال إفريقيا شهدت اشتباكات هي الأعنف منذ سنوات، حيث اندلعت بين أكبر قوتين تابعتين لحكومة الوحدة الوطنية (المنتهية ولايته) والمجلس الرئاسي. 

ليلة دامية شهدتها ليبيا، جراء تلك الاشتباكات التي أزعجت سكونها المؤقت، والتي اندلعت الاثنين واستمرت حتى الثلاثاء، بين جهاز الردع لمكافحة الإرهاب التابع للمجلس الرئاسي الليبي واللواء 444 قتال التابع لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية)، بعد احتجاز الأول، آمر اللواء 444 محمود حمزة، أثناء توجهه إلى مدينة مصراتة في لييبيا.

اشتباكات ليبيا

شكّل اعتقال حمزة شرارة الاشتباكات بين القوتين، متجاهلين أي وسائل للتفاهم، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة والمتوسطة حتى مساء الثلاثاء، في أطراف طرابلس- عاصمة ليبيا- بمناطق عين زارة وسوق الجمعة ومحيط جامعة طرابلس. 

لكن رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة وأعيان منطقة سوق الجمعة، بادرا بعقد اجتماع، أسفر عن اتفاق بتسليم آمر اللواء 444 محمود حمزة إلى جهة أمنية محايدة.

وبموجب هذا الاتفاق، كلف الدبيبة وزير داخليته عماد الطرابلسي ورئيس الأركان العامة بطرابلس محمد الحداد، بالتدخل لفض الاشتباكات في طرابلس، ونشر عناصر أمنية من الشرطة، والعمل على استتباب الأمن، بحسب منصة "حكومتنا". 

وعلى الجانب الآخر، أصدر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أوامره لرئاسة الأركان والأجهزة الأمنية والعسكرية بعدم التحرك وضرورة وقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث، بحسب مصادر محلية.

الأوضاع عقب اشتباكات ليببا

وما إن انتهت تلك الاشتباكات، حتى بدأت وزارة الداخلية بنشر ارتكازات أمنية، وأعضاء هيئة الشرطة، في المواقع التي شهدت اشتباكات مسلحة، تنفيذًا لقرار وزير الداخلية المكلف رقم 1288 بشأن تشكيل غرفة أمنية تتولى العمل على حفظ الأمن، بحسب صفحة الوزارة بموقع "فيسبوك". 

وقالت وزارة الداخلية في طرابلس، إنه بناء على قرار وزير الداخلية المكلف رقم 1288 بشأن تشكيل غرفة أمنية تعمل على نشر عناصر من هيئة الشرطة لاستتباب الأمن داخل العاصمة، فإن دوريات الإدارة العامة للدعم المركزي انتشرت صباح الأربعاء، في مناطق طريق الشوك والفرناج ومدخل جامعة طرابلس والمناطق المجاورة لها؛ لحفظ الأمن.

وبعد أن توقفت ليلة كاملة بسبب الاشتباكات، عادت الأجنحة الليبية تحلق مجددًا في سماء العاصمة الليبية. 

الدبيبة يأسف لما حدث

وبدوره، أعرب عبدالحميد الدبيبة، عن أسفه لما شهدته العاصمة الليبية، واصفًا إياه بالجرح النافز لطرابلس وسكانها وكل الليبيين، مشددًا على عدم تكراره.

وقال الدبيبة، في كلمة نشرها المكتب الإعلامي لحكومته: "سعينا وما زلنا نسعى للاستقرار والبناء، ولكن ما زال يوجد مفسدون سنقف لهم بالمرصاد (..) أشدد على أهمية توثيق حقوق كل الناس المتضررة من هذه الاشتباكات".

كما أصدر رئيس الوزراء تعليماته لوزارة الحكم المحلي، بتنظيف آثار الاشتباكات وضرورة حصر المتضررين؛ لتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم.

في السياق نفسه، كلف وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، لجنة برئاسة وكيل الوزارة لشؤون البلديات مصطفى سالم، لحصر الأضرار وتقديم قيمة التعويضات، ومنحها مهلة أسبوع لعرض نتائج عملها على رئيس الحكومة.

ومن جانبه، أعلن المتحدث باسم مركز طب الطوارئ والدعم في ليبيا، الأربعاء، أن عدد ضحايا الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس، يصل إلى 55 قتيلًا و146 جريحًا. 

القوات ما زالت في تمركزاتها

 

وبالعودة للواء 444 قتال، فأوضح مصدر تابع لها، أن العقيد محمود حمزة، زار أمس الثلاثاء، منزله ومقر اللواء 444 قتال، قبل نقله إلى مقر جهاز دعم الاستقرار، مشيرًا إلى أن حمزة كان بصحة جيدة، نافيًا وجود أي إصابات أو كدمات على جسمه كما يُشاع.

كما أكد المصدر، أن إجراءات القبض على حمزة قانونية، وصدرت من قِبل المدعي العام العسكري، مسعود رحومة، نتيجة وجود محاضر ضده، مبينًا أنها تسير بشكل قانوني، بحسب حمزة ذاته. 

أما بالنسبة لعناصر اللواء، فأشار المصدر إلى أنها لا تزال في تمركزاتها التي سيطرت عليها خلال الاشتباكات الأخيرة، ترقبًا لأي طارئ، فيما يخص مصير أمرها.

تم نسخ الرابط