لقاء المنقوش وكوهين يُدمي فؤاد ليبيا.. تزايد الاحتجاجات وغضب الشعب
حالة غليان شعبي تشهدها معظم مدن ليبيا، احتجاجًا على لقاء وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة المنتهية الولاية نجلاء المنقوش، نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، في العاصمة الإيطالية روما، حيث انتفض الشارع الليبي ضد حكومة طرابلس، مطالبين رئيسها بإقالة المنقوش وإحالتها للتحقيق.
لقاء سري بين المنقوش وكوهين
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن الوزير كوهين التقى بالعاصمة الإيطالية نظيرته الليبية، لبحث سبل التعاون المشترك وملفات السلام، في لقاء وصفته تل أبيب بالخالد.
وكشف وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، عن لقاء جرى بينه ووزيرة خارجية حكومة الدبيبة نجلاء المنقوش الذي قال إنها تسعى إلى توسيع دائرة السلام والتطبيع مع إسرائيل، بحسب موقع يديعوت أحرنوت الإسرائيلي.
وأفادت مصادر مطلعة لموقع "الساعة 24" الليبي، أن اللقاء حضره نجلاء المنقوش ومستشار الأمن القومي إبراهيم الدبيبة ووزير الاتصال وليد اللافي، في روما وبحثوا مع وزير خارجية إسرائيل التعاون المشترك ودعم حكومة الدببية دوليًا للاستمرار في عملها.
احتجاجات شعبية في ليبيا
لقاء المنقوش أثار غضب الشارع في ليبيا، فخرج آلاف المواطنين إلى الميادين والشوارع الرئيسية، حيث قطعوا الطرقات الرئيسية وحرقوا ساحة مقر بعثة الأمم المتحدة ومقر استراحة رئيس الوزراء.
كما تظاهر المواطنون أمام منزل المنقوش ووزارة الخارجية، وأضرموا النيران في منازل إبراهيم الدبيبة ووليد اللافي باعتبارهما شاركا في اللقاء.
هذا وأصدرت مئات المؤسسات والمنظمات الليبية، بيانات إدانة واستنكار لذلك اللقاء، مطالبين بإقالة حكومة الدبيبة ككل وتكوين حكومة جديدة مؤقتة، إلى جانب إقالة المنقوش وإحالتها للتحقيق، وفقًا لموقع الوسط الليبي.
تبادل الاتهامات بين الدبيبة ومنقوش
عقب موجة الغضب الشعبي العارمة، أصدر المكتب الإعلامي المنقوش، بيانًا، أكد فيه أن اللقاء مع وزيرة الخارجية الإسرائيلي وليد الصدفة ولم يكن مخطط به مسبقًا، وهي التصريحات التي فندتها الوزارة الإسرائيلية، مؤكدة أن اللقاء جاء بعد عدة لقاءات سابقة بين الطرفين وبعلم الدبيبة، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
الوكالة نقلت أيضًا على لسان مصدرين في الحكومة المؤقتة في ليبيا، لم تذكر اسمها، أن الدبيبة كان على علم مسبق باللقاء، وأنه اتفق خلال اجتماعه مع نظيرته الإيطالية بالعاصمة روما، على عقد اللقاء كشرط للحصول على الدعم الغربي حكومته، بحسب الوكالة.
وهو ما نفته حكومة الوحدة، معلنة تنصلها من ذلك اللقاء وأنه جاء بدون علمها، ما دفع الوزيرة مجددا لإصدار بيان آخر أكدت خلاله أن رئيس الوزراء كان على علم بالأمر، وأن الوزيرة ستصدر بيانًا لاحقًا توضح فيه التفاصيل كافة.
الرئاسي يطالب الدبيبة بالتوضيح ويُقيل المنقوش
تصريحات المنقوش زادت غضب الشعب الليبي، ما دفع رئيس المجلس الرئاسي للتعليق على الأحداث الجارية، نافيًا علمه بذلك اللقاء.
المتحدث باسم المجلس الرئاسي، أكد في تصريحات لقناة "العربية"، أن المجلس لم يكن على علم بما يدور خلف الكواليس بين رئيس الحكومة ووزيرة خارجيته من جهة والحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى، محملًا الدبيبة مسؤولية ذلك.
ولاحقًا أعلن المجلس الرئاسي في بيان، إقالة المنقوش وإحالتها للتحقيق، بتهمة مخالفة القوانين والتطبيع مع إسرائيل، ليلحقه بساعات قليلة قرار مماثل من حكومة طرابلس.
هروب المنقوش
من جانبه، أعلن جهاز الأمن الداخلي وقوات الردع في ليبيا، هروب المنقوش على متن طائرة تابعة لحكومة الوحدة إلى مدينة إسطنبول التركية، عبر مطار معيتيقة الدولي.
وأكد الجهاز في بيان، أنه لم يتمكن من منع المنقوش من السفر، نظرًا لأنها استقلت سيارة المراسم التي توقفت بها أمام الطائرة مباشرة، فيما أعلن جهاز المخابرات وضع الوزيرة المُقالة على قوائم الممنوعين من السفر، بحسب الوكالة الرسمية.
وأكدت مصادر في هيئة الطيران الليبية، أن نجلاء المنقوش غادرت طرابلس فجر الاثنين، على متن الطائرة الخاصة داسو فالكون "900EX 5A-DCN"، إلى تركيا.
إلا أنه وبالرغم من إقالة المنقوش وإدانتها، لكن الشارع الليبي لا يزال غاضبًا مطالبًا الحكومة بالاستقالة والاعتذار عما بدر منها تجاه الوطن.
