مصير قوات فاغنر بعد مقتل قائدها.. "لا شيء سيبقى بعد بريجوجين"
فاغنر لا شيء بعد مقتل قائدها،، بهذه الكلمات اختصر المحلل العسكري لشبكة "سكاي نيوز" شون بيل، مصير قوات فاغنر العسكرية الروسية الخاصة عقب مقتل يفجيني بريجوجين وعدد آخر من قادتها، ويبدو أن الأسطورة العسكرية المهيبة التي صنعتها موسكو على وشك الانهيار.
وقال بيل، في وقت سابق: "من دون بريجوجين، فاغنر لا شيء". مضيفًا "إذا كانت مجموعة فاغنر هي يفجيني بريجوجين، فمن الصعب جدا أن تنجو. إنها النهاية كما نعرفها".
ما هي فاغنر:
قبل أن نتحدث عن مصير فاغنر بعد مقتل قائدها، يجب أن نتطرق للمجموعها ذاتها، فما هي فاغنر وما دورها وعدد المنضمين إليها.
فاغنر هي شركة عسكرية خاصة، أسسها يفجيني بريجوجين عام 2014، بهدف تحقيق أهدافه في أوكرانيا، ومناطق من الشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية، وقد واجهت اتهامات بارتكاب تجاوزات ضد حقوق الإنسان.
وبحسب وكالة "بلومبرج" ، فقد ألقي بريجوجين مصرعه، الأربعاء، جراء حادث تحطم طائرته، تزامنًا مع مرور شهرين على قيادته تمردًا ضد الجيش الروسي.
تمرد قائد فاغنر، شكّل ولأول مرة، تهديدًا كبيرًا لحكم بوتين، القابع في الكرملين منذ حوالي ربع قرن، ولأن بوتين لا ينسى كما قال في كلمة له في وقت سابق، فكان لابد من تقنين وضع المجموعة.
وصنفت الولايات المتحدة الأمريكية، فاغنر، كمنظمة إجرامية عابرة للحدود، فيما فرضت كل من أستراليا، كندا، اليابان، المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على المجموعة، مع تزايد التقارير التي تتحدث عن تجاوزاتها، بحسب بلومبرج.
50 ألف مقاتل
تخطى عدد المجموعة العسكرية، ما هو متوقع خلال الحرب الروسية الأوكرانية، حيث بلغت نحو 50 ألف معظمهم من المرتزقة والمساجين، الذين شاركوا في ميادين القتال المختلفة أوكرانيا.
وبالرغم من كون وضع التعاقد مع المرتزقة في روسيا أمرًا غير قانونيًا، إلا أنها عملت مجموعة خاصة بعيدًا عن قوات الجيش، رافضة توقيع أي عقود مع القوات المسلحة الروسية.
وهو الأمر الذي ساعدها، في الانقلاب الفاشل على الجيش وقياداته، وليس الرئيس فقط، كما أن للمجموعة نشاطات عدة أخرى مرتبطة بالذهب والنفط خارج روسيا، وخصيصًا في الدول التي تقع تحت سيطرتها معظمها بإفريقيا، بحسب "بلومبرج".
مستقبل فاغنر:
فبحسب ما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن المجموعة لا مستقبل لها بعد مقتل قادتها في حادث تحطم الطائرة "أمبراير" ، تاركين خلفهم فراغًا كبيرًا في هيكل قيادة المجموعة.
ومن بين هؤلاء القادة، الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، ديمتري أوتكين، الذي وضع الأساس للمجموعة.
وقد قالت السلطات، إن فاليري تشيركاسكوف، الذي أدار عمليات فاغنر التجارية المترامية الأطراف في الشرق الأوسط وإفريقيا، كان أيضًا على متن الطائرة.
وتوقع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، في منتدى أسبن للأمن في يوليو الماضي، أن يأخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقته في الانتقام من المجموعة بسبب تمردها.
وتُضيف "الجارديان" ، أنه في حين أن تفاصيل ما حدث بالضبط لا تزال غامضة في أعقاب وفاة زعيم المرتزقة في حادث تحطم طائرة، فإن الأمر الواضح هو أن فاغنر جرى احتواؤها أولاً ثم قطع رأسها.
وأوضحت الصحيفة، أنه ومع تقليص دور فاغنر البارز في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بشكل كبير في أعقاب مسيرة الانقلاب الفاشلة التي قام بها نحو موسكو، بدا أن بريجوجين كان يحاول استعادة بعض النفوذ الذي اكتسبه من خلال عمليته في إفريقيا بناء على طلب الكرملين.
رسالة مجهولة:
وبحسب موقع "سكاي نيوز"، فقد ترك بريجوجين قبل وفاته بوقت ليس ببعيد، رسالة إلى قواته، وضع فيها خطة إتمام مهام المجموعة بعد رحيله، في حال تم اغتياله.
وأضافت مصادر مقربة من فاغنر، أن محتوى الرسالة لا يعلمه سوى عدد قليل من القادة الذين لقوا حتفهم أيضًا إلى جانب بريجوجين على متن الطائرة الخاصة به.
فيما توقع البعض أن تسعى المجموعة إلى الثآر لقاداتها، من السلطات الروسية، حيث لازال الشك يثاورها بشأن تورط موسكو في ذلك الحادث، رغم نفي الأخيرة.