ما مصير رئيس الجابون المعزول يوم انتخابه بعد الانقلاب؟
انضمت الجابون لقائمة الدول الإفريقية المنقلب على حكوماتها، لتصبح بذلك صاحبة الرقم 8 في مجمل انقلابات الأعوام الأخيرة بالقارة السمراء، حيث أعلن ضباط من الجيش الاستيلاء على السلطة اليوم الأربعاء.
ومنذ ذلك الإعلان، باتت الخطوة التالية في البلد الإفريقي محل تساؤل، خصوصًا بعد وضع الرئيس علي بونجو، الذي فاز لتوه بولاية ثالثة، رهن الإقامة الجبرية، فماذا بعد الانقلاب؟
استعداد الجيش لانقلاب الجابون
استعد جيش الجابون، لتلك الخطوة جيدًا، والتي جاءت بعد فوز الرئيس بالانتخابات العامة، ولأن جارتهم النيجر لم تتخط بعد أزمتها وتتعرض لتهديدات إفريقية وغربية، كان على الجابون الحذر من أي محاولات قد تفشل انقلاب ومساعيه.
ولكن ما الذي يمكن أن تحمله الأيام المقبلة لذلك الانقلاب؟ سؤال يُجيب عنه قائد الحرس الجمهوري الذي يعتبر الحصن المنيع للرئيس علي بونجو، في حوار مع صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وقال قائد الحرس بريس كلوتير أوليجي أنجيما: إن قادة الجيش سيجتمعون اليوم الأربعاء لتحديد من سيقود الفترة الانتقالية.
وردًا على سؤال حول اعتزامه قيادة البلد الإفريقي، خلفًا للرئيس بونجو، قال قائد الحرس الجمهوري: لم أعلن نفسي رئيسًا بعد، ولا أفكر في أي شيء في الوقت الحالي. إنه نقاش سنجريه مع جميع الجنرالات.
ماذا بعد الانقلاب؟
لكن ماذا سيحمل ذلك الاجتماع وما الهدف منه، ذلك ما وضحه أوليجي، قائلًا: "الاجتماع المرتقب، سيكون الهدف منه، التوصل إلى توافق في الآراء"، مشيرًا إلى أن الجميع سيطرح أفكارًا، وسيتم مناقشة أفضلها، بالإضافة إلى اسم الشخص الذي سيقود عملية الانتقال.
لكن كيف سيكون وضع الرئيس الجابوني، خصوصًا عقب وضعه تحت الإقامة الجبرية، وهو ما أجاب عنه قائد الحرس قائلًا: "الرئيس الذي أطاح به العسكريون، سيتقاعد، وسيتمتع بجميع حقوقه"، مضيفًا: "إنه مواطن جابوني، مثل أي شخص آخر"، فيما رفض الإفصاح عن مكانه وما إذا كان قيد الإقامة الجبرية في منزله في ليبرفيل أم لا، مكتفيًا بقوله: "سنكتشف ذلك بينما نمضي قدمًا".
إلا أن روكميني سانيال المحللة في (إيكونوميست إنتيليجانس يونت)، قالت: "مع زعم قادة الانقلاب أنهم يمثلون كل أجهزة الأمن في الجابون فليس من المتوقع أن يتمكن الرئيس بونجو من قمع الانتفاضة" مشيرة إلى "استياء عام واسع النطاق" من بونجو وعائلته وحزبه الحاكم.
لكن يبدو أن تصريحات المحللة لا تتوافق مع حالة الشارع الجابوني، حيث خرج المئات إلى شوارع العاصمة ليبرفيل للاحتفال صباحًا بعد إعلان الانقلاب على الرئيس بونجو، والذي بثه التلفزيون الرسمي، فيما نددت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في الجابون التي لها قوات هناك، بالانقلاب.
أسباب الانقلاب
لكل انقلاب سابق شهدته إحدى دول العالم أسبابه الخاصة، لكن في الجابون الوضع مختلف بعض الشيء، خصوصًا أنه انقلاب جاء مباشرة بعد انتخابات رئاسية نجح بونجو على أثرها، بعد حصوله على 64.27% من الأصوات بينما حصل منافسه الرئيسي ألبرت أوندو أوسا على 30.77%.
وبحسب قائد الحرس الجمهوري، فإن هناك استياء عامًا من الرئيس المنتهية ولايته، مشيرًا إلى أنه "بعيدًا عن هذا الاستياء، فإن هناك مرض رئيس الدولة، الذي أصيب بسكتة دماغية في أكتوبر 2018 تركته ضعيفًا.
وأشار إلى أن الكل يتحدث عن ذلك، لكن لا أحد يتحمل المسؤولية، مضيفًا: "لم يكن له الحق في الترشح لولاية ثالثة، إلا أنه تم تجاهل الدستور، فيما لم تكن طريقة الانتخاب بحد ذاتها جيدة، ما دفع الجيش إلى طي صفحته وتولي مسؤولية البلاد".
وأثار غياب المراقبين الدوليين، وتعليق بث بعض وسائل الإعلام الأجنبية وقرار السلطات قطع خدمة الإنترنت وفرض حظر ليلي للتجوال في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات مخاوف بشأن شفافية العملية الانتخابية. ورفض فريق بونجو اتهامات تزوير الانتخابات.