دوافع إقالة وزير الدفاع الأوكراني وكيف سيختبئ من غضب روسيا
أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إقالة وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف من منصبه، وتعيين رئيس صندوق أملاك الدولة، رستم أوميروف بدلًا منه، في خطوة أثارت الكثير من الجدل حول أسباب الإقالة ومصير ريزنيكوف خصوصًا بعد وضعه على قوائم مجرمي الحرب الروسية.
زيلينسكي يعلن إقالة وزير الدفاع الأوكراني
وفي مطلع إعلانه عن إقالته، قال زيلينسكي: "لقد مر أليكسي ريزنيكوف بأكثر من 550 يومًا من حرب واسعة النطاق، وأعتقد أن الوزارة بحاجة إلى مناهج جديدة وأشكال أخرى من التفاعل مع الجيش ومع المجتمع ككل".
وأضاف: "الآن ينبغي أن يتولى رستم أوميروف الوزارة والبرلمان الأوكراني يعرف هذا الشخص جيدًا، ولا يحتاج السيد أوميروف إلى مزيد من التعريف أتوقع أن يدعم البرلمان هذا الترشيح بعد إقالة وزير الدفاع الأوكراني".
مصير وزير الدفاع السابق
عقب الإعلان عن إقالة وزير الدفاع الأوكراني بدأت وسائل الإعلام تتساءل بشأن مصير الوزير المطلوب لدى روسيا، فيما كشف موقع "بي بي سي" البريطانية، أن الوزير المُقال قد يصيح سفيرًا لكييف لدى بريطانيا، خصوصًا أنه طور علاقاته مع كبار السياسيين مؤخرًا.
وأفادت تقارير إعلامية أوكرانية، بأن ريزنيكوف، البالغ من العمر 57 عامًا، اشتهر كثيرًا خصوصًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، إذ حظي باعتراف دولي وحجز مقعده الدائم مع الحلفاء الغربيين.
كما اضطلع بدور رئيسي في الضغط من أجل الحصول على معدات عسكرية إضافية، وبالرغم من أن إقالة وزير الدفاع الأوكراني كانت متوقعة إلا أنها كانت مفاجئة لدى الكثيرين.
أسباب إقالة وزير الدفاع الأوكراني
استعادت بعض وسائل الإعلام الأوكرانية، تصريحات ريزنيكوف الأخيرة، والتي تطرق فيها إلى احتمالية تركه لمنصبه كوزير للدفاع، قائلًا إنه يبحث مع الرئيس مواقع أخرى.
وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام محلية: "إذا عرض عليّ زيلينسكي الفرصة للعمل في مشروع آخر فمن المحتمل أن أوافق".
لكن إقالة ريزنيكوف، تأتي وسط حملة مكثفة لمكافحة الفساد في حكومة زيلينسكي، حيث يسعى للتخلص من الفساد في الدولة، وهو شرط ضروري لقبول أوكرانيا عضوًا في الاتحاد الأوروبي.
وقد مست وزارة الدفاع عددًا من التهم المتعلقة بالفساد مثل إهدار المال العام وشراء سلع ومعدات للجيش بأسعار مبالغ فيها، إلا أن ريزنيكوف لم يكن متهمًا في أي من تلك القضايا التي استقال على إثرها نائبه فياتشيسلاف شابوفالوف.
لكن عدم اتهام ريزنيكوف، لم يُخلِ مسؤوليته عن الفساد بوزارته، وهو الأمر الذي هدد منصبه، حيث توقع كثيرون إقالته في أي وقت.
وبحسب مؤشر الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، تحتل أوكرانيا، المرتبة 116 من بين 180 دولة، لكن الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة شهدت تحسنًا ملحوظًا في وضعها، بحسب "بي بي سي".
روسيا تتوعد لريزنيكوف
وبالذهاب إلى روسيا، التي رأت أن إقالة وزير الدفاع الأوكراني، ليست مبررة لحذفه من قوائم مجرمي الحرب لديها، مُحملة على لسان سفير وزارة خارجيتها المكلف بالمهام الخاصة بجرائم نظام كييف، روديون ميروشنيك، ريزنيكوف، مسؤولية فشل المفاوضات.
وبحسب وكالة "سبوتنيك"، قال ميروشنيك، إن ريزنيكوف مسؤول عن فشل مفاوضات مينسك وإسطنبول، وعن تصرفات وزارة الدفاع الأوكرانية، التي استخدمت أساليب حرب محظورة، وشنت هجمات عشوائية على مناطق ومنشآت مكتظة بالسكان، بحسب قوله.
وتابع ميروشنيك بالقول إنه بغض النظر عن المنصب الذي سيواصل فيه ريزنيكوف مسيرته المهنية، فإن أفعاله ستكون موضوع تحقيق، سواء أرسله زيلينسكي إلى بلد آخر، أو حاول هو الاختباء بمفرده.