نيجيريا تسعى لتصحيح أوضاعها.. انقلاب خامس يدق أبواب إفريقيا
تواجه القارة السمراء رياح التغيير- الذي تخشاه نيجيريا- حيث باتت على مشارف انقلاب كامل وتام على كافة أنواع الاحتلال سواء الفرنسي أو البريطاني، ولقد شهدت أكثر من 4 دول خلال الشهور الماضية انقلابات على حكامها المعروفين بتحالفاتهم مع فرنسا، كما طردوا القوات والمبعوثين التابعين لباريس كجزء من الرفض التام لهذا الاستعمار الذي تراوح عمره فوق النصف قرن.
نيجيريا تخشى انقلاب محتمل
وتأتي على قمة الدول الإفريقية الكبرى، نيجيريا، التي تحيا سلطاتها في جو من الرعب تخوفًا لأي انقلاب من شأنه إعادة رسم السياسات في البلاد، وطرد المستعمر البريطاني وحلفائه.
وفي خطوة قد تكون نادرة الحدوث، استدعى رئيس نيجيريا بولا تينوبو، سفراء بلاده من الخارج، في إطار خطوات لإعادة تنظيم إدارته الجديدة وتعزيز الكفاءة، في ظل ما تواجهه البلاد من أزمات اقتصادية وأمنية صعبة، خصوصًا عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها بلدان في محيطها الإقليمي، بفعل انقلابات أطاحت بزعماء منتخبين إنما في استحقاقات مشكوك في نزاهتها.
وشهدت كل من مالي، بوركينافاسو، النيجر والجابون، انقلابات على زعمائها، ما وضع ضغوطا كبيرة على الأنظمة الإفريقية التي تواجه أزمات أمنية واقتصادية.
استدعاء سفراء نيجيريا
المتحدث الرئاسي نيجيريا أجوري نيجلالي، أعلن في بيان، مساء السبت، أن الرئيس استدعى سفراء البلاد في الخارج، لبحث دراسة متأنية وضعها للأوضاع في قنصليات وسفارات نيجيريا في أنحاء العالم.
وأضاف "الرئيس عازم على ضمان أن الكفاءة والجودة ذات المستوى العالمي ستميزان من الآن فصاعدا تقديم الخدمات الأجنبية والمحلية للمواطنين والمقيمين والزوار المحتملين على السواء".
وبحسب موقع "بي بي سي" البريطانية، فقد أعفى تينوبو، ممثلي نيجيريا الدائمين لدى الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف من هذا الإجراء، بسبب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية يوسف مايتاما توغار استدعاء جميع السفراء، ما يزيد من احتمال تعيين مبعوثين جدد أو إعادة توزيع المبعوثين الحاليين في أماكن أخرى.
7 شهور من التخبطات
ومنذ انتخاب تينوبو في فبراير الماضي، وهو يواجه اتهامات بتزوير الانتخابات، حيث طعن عليه معارضوه، إلا أن القضاء لم يبت فيها حتى الآن.
ومنذ توليه منصبه في مايو الماضي، تمر البلاد بتخبطات عدة، فقد أعلن عن سلسلة إصلاحات تهدف إلى تنشيط الاقتصاد وتحفيز الاستثمار، لكنها أدت إلى تأثير سلبي على البلاد، حيث تسببت في ارتفاع تكاليف المعيشة على المدى القصير.
كما يواجه الرئيس النيجيري، سلسلة من التحديات، بينها الديون الخارجية وتدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع معدّلي التضّخم والبطالة وانعدام الأمن في أنحاء عدة من البلاد، لكنه عجز حتى الآن على وضع حلول لتلك الأزمات، ما زاد من احتمالات أن تشهد البلاد انقلابًا جديدًا أسوة بجيرانها.
الرئيس يُسابق توقعات السقوط
وعليه، فيسابق رئيس نيجيريا الزمن، ويسعى لتعزيز صورته خارجيًا وإرسال إشارات للداخل أن تغييرات قادمة في الأفق قد تخفف من حدة الاحتقان، بحسب "بي بي سي".
وهو ما يرجح احتمالية تراجعه عن خوض معركة عسكرية ضد النيجر، الأمر الذي قد يستنزف خزينة بلاده وقواتها العسكرية، ويثير غضب الشعب ضده.