السقوط الثاني لـ النهضة.. تسريب صوتي يكشف فساد "إخوان تونس"
يبدو أن حركة النهضة الإخوانية بتونس تواجه مأزقًا جديدًا، وكأن لعنة دماء معارضيها التي تسببت في إزهاق أرواحهم تطاردها في كل مكان، فبعد سقوط زعيمها راشد الغنوشي، صدمت الجماعة بسقوط الرجل الثاني لها، بعد إلقاء القبض عليه من قِبل السلطات، بعد تسريب تسجيل صوتي له.
القبض على زعيم النهضة المؤقت
وتداولت وسائل إعلام تونسية، خبر إلقاء القبض على الرئيس المؤقت لحركة النهضة منذر الونيسي، واقتياده إلى وحدة مكافحة الإرهاب بالعاصمة.
وذكر موقع "موزاييك إف إم"، أن التحرك الأمني ضد الونيسي جاء بعد تسريب مقطع صوتي له، نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كشف عن تلقي الحركة الإخوانية تمويلات خارجية، وملفات فساد لقيادتها.
يبدو أن الصفعات ما زالت تتوالى على وجه الجماعة الإخوانية، التي تواجه نفورًا كبيرًا من الشارع التونسي، بالإضافة إلى مطاردات السلطات لها، على أثر جرائم متعلقة جميعها بالإرهاب وزعزعة استقرار الدولة.
التسريب الصوتي
انتشر قبل يومين، مقطع صوتي مسجل لرئيس الحركة المؤقت خلال اتصال هاتفي مع الصحفية التونسية المتواجدة بالخارج شهرزاد عكاشة.
حيث هاجم الونيسي خلال الاتصال، راشد الغنوشي وعائلته وعدد من قيادات الحركة على خلفية ملفات الفساد التي اكتشفها بعد تسلمه مهام منصبه، متحدثًا عن تلقي الحركة أموالًا من الخارج.
وقال الونيسي إن" الغنوشي عندما عينني في منصب الرئاسة يعرف جيدًا من أنا، لكن موازين القوى في داخل الحركة مختلة جدًا، متابعًا: "لكن الأشخاص الذين يقفون وراء الغنوشي، يحكمون حاليًا القيادة الداخلية للحركة".
وأضاف قائلًا: "هدفي هو كيفية المحافظة على مكانة النهضة التاريخية؛ لذلك يجب أن تتغير الحركة، أنا عندما مسكت قيادة الحركة تفطنت لأشياء غريبة وعجيبة، لو كنت أعرف ربع أو خمس ذلك لا أقبل بقيادتها".
وأكد أن "هناك أشخاصًا يريدون قيادة الحركة من داخل السجن"، موضحًا أن هناك "أشخاصًا تظن أن النهضة عزبة عائلية ومعاذ الغنوشي نجل راشد الغنوشي وراء كل ذلك".
وكشف أن معاذ الغنوشي ورضا إدريس يرسلان الأموال إلى القيادي الإخواني محمد الغنودي ويتعاملان معه.
الونيسي أضاف أيضًا أن "أشخاصًا داخل النهضة اغتنوا في السابق وهناك أشخاص آخرون يريدون الآن أن يستغلوا الوضع.. وأقصد القيادية بالحركة زينب البراهمي التي ظهرت أفعى كبيرة تريد التمعش (التكسب) من الحركة".
ويرى مراقبون، أن الونيسي الذي كان يُعد من قيادات الصف الثاني بالحركة، يحاول بتصريحاته تلك والتي أكدتها الصحفية، استعطاف السلطات التونسية بإقراره بأخطاء النهضة ودعوته للحوار والتخلي عن راشد الغنوشي، بحسب موقع "العين الإخبارية".
طموح الونيسي
ورأى الموقع أن طموح الونيسي في التخلص من الغنوشي واستبدال رئيس آخر به تصطدم دائمًا بمعاذ الغنوشي، الذي يحاول بشتى الطرق إفشال المؤتمر المقرر تنظيمه أكتوبر المقبل، وذلك بمساعدة قيادات داخل الحركة حتى لا يتم التخلي عن والده.
وأكد خبراء للموقع، أن أخطبوط الإخوان لا يزال موجودًا داخل مفاصل الدولة، لذلك يسهل عليهم إدخال الأموال والتعاملات المالية، وهذا ما سبق أن أكده الرئيس التونسي قيس سعيد عندما قال "يجب تطهير المؤسسات الحكومية من براثن الإخوان".