هل النسيان مرض نفسي.. البحث في دهاليز الذاكرة وفهم الأسباب

هل النسيان مرض نفسي هذا هو موضوع مقالنا عبر موقعكم «بالمصري»، لبيان المزيد من التفاصيل التي تهمكم.. فتابعو القراءة  للمزيد.

يُعدّ النسيان ظاهرة طبيعية يمر بها كل إنسان في حياته، فمن منا لم ينسَ موعدًا هامًا أو اسم شخص قابله للتو؟

لكن ماذا لو تكرر النسيان بشكل مبالغ فيه، وأصبح يؤثر على حياتنا اليومية؟ هل يدل ذلك على وجود مرض نفسي؟

في هذا المقال، سنغوص في رحلة لفهم آليات عمل الذاكرة، وسنناقش أنواع النسيان المختلفة، وسنبحث عن إجابة لسؤالنا الرئيسي: هل النسيان مرض نفسي؟

الذاكرة: آلية معقدة ودقيقة

تُعدّ الذاكرة من أهم الوظائف الإدراكية للإنسان، فهي تمكننا من تخزين المعلومات واسترجاعها عند الحاجة.

ولكن الذاكرة ليست عملية بسيطة، بل هي آلية معقدة ودقيقة تتضمن العديد من العمليات،

ما هي أنواع الذاكرة؟

• الذاكرة قصيرة المدى: تخزن المعلومات لفترات قصيرة من الزمن، مثل تذكر رقم هاتف سمعته للتو.
• الذاكرة طويلة المدى: تخزن المعلومات لفترات زمنية أطول، مثل الأحداث الشخصية والمعلومات الأكاديمية.
• الذاكرة الإجرائية: تخزن المهارات والخبرات، مثل كيفية ركوب الدراجة أو العزف على آلة موسيقية.

كيف يتم تخزين المعلومات واسترجاعها؟

عندما نتعلم معلومات جديدة، يتم تخزينها في الدماغ في شكل شبكات عصبية.

وكلما تمّت ممارسة استرجاع هذه المعلومات، كلما أصبحت الشبكات العصبية أقوى، مما يسهل استرجاعها في المستقبل.

النسيان: ظاهرة طبيعية أم مرضية؟

يُعدّ النسيان ظاهرة طبيعية يمر بها كل إنسان،

أنواع النسيان المختلفة:

• نسيان عابر: وهو نسيان مؤقت للمعلومات، مثل نسيان مكان وضعنا فيه مفتاح السيارة.
• نسيان متعمد: هو نسيان المعلومات بشكل مقصود، مثل نسيان ذكرى مؤلمة.
• فقدان الذاكرة: وهو نسيان المعلومات بشكل شبه كامل،

متى يُصبح النسيان مقلقًا؟

يُصبح النسيان مقلقًا إذا:

• أصبح متكررًا بشكل مبالغ فيه.
• أدى إلى صعوبات في الحياة اليومية، مثل نسيان موعد عمل هام أو نسيان كيفية الوصول إلى المنزل.
• رافقه أعراض أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب.

أسباب النسيان المتكرر

يُعدّ النسيان ظاهرة طبيعية يمر بها كل إنسان، ولكن ماذا لو تكرر النسيان بشكل مبالغ فيه، وأصبح يؤثر على حياتنا اليومية؟

تنقسم الأسباب إلى نوعين أساسيين وتشمل:

1. العوامل النفسية:

• التوتر والقلق: يُعدّ التوتر والقلق من أهم أسباب النسيان المتكرر،

حيث يُؤثّران على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها.

يُؤدّي التوتر إلى إفراز هرمونات الكورتيزول،

التي تُعيق وظائف الدماغ،

وتُقلّل من قدرته على التركيز والانتباه،

مما يُؤدّي إلى صعوبة تذكر المعلومات الجديدة أو استرجاع المعلومات القديمة.

• الاكتئاب: يُعدّ الاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة

التي تُؤثّر بشكل كبير على الذاكرة.

يُؤدّي الاكتئاب إلى تغيرات في كيمياء الدماغ،

مما يُؤثّر على وظائف الذاكرة،

ويُصعّب من عملية تخزين المعلومات واسترجاعها.

يُعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من صعوبة التركيز،

ونسيان الأشياء،

وتشتت الانتباه،

وعدم القدرة على تذكر التفاصيل.

• الصدمات النفسية: يمكن أن تُؤدّي الصدمات النفسية إلى فقدان الذاكرة

أو نسيان بعض الأحداث بشكل مؤقت أو دائم.

تُؤثّر الصدمات النفسية على مناطق الدماغ

المسؤولة عن الذاكرة،

مما يُؤدّي إلى صعوبة تذكر المعلومات المتعلقة بالحدث المؤلم،

أو نسيان الحدث بأكمله.

2. العوامل العضوية:

• إصابات الدماغ: يمكن أن تُؤدّي إصابات الدماغ

إلى تلف في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة،

مما يُؤدّي إلى صعوبة تذكر المعلومات الجديدة أو القديمة.

تختلف شدة فقدان الذاكرة

اعتمادًا على نوع الإصابة وموقعها ومدى شدتها.

• الأمراض العصبية: بعض الأمراض العصبية، مثل مرض الزهايمر

ومرض باركنسون، وقد تُؤدّي إلى تلف تدريجي في خلايا الدماغ، مما يُؤثّر على وظائف الذاكرة،

ويُؤدّي إلى فقدان الذاكرة بشكل تدريجي.

• نقص بعض العناصر الغذائية: يُمكن أن يُؤدّي نقص بعض العناصر الغذائية،

مثل فيتامين ب 12 وحمض الفوليك، إلى ضعف وظائف الدماغ، بما في ذلك الذاكرة، ويُمكن أن يُؤدّي نقص هذه العناصر الغذائية إلى صعوبة التركيز، ونسيان الأشياء، وعدم القدرة على تذكر التفاصيل.

• قلة النوم: يُعدّ النوم ضروريًا لتثبيت المعلومات في الذاكرة،

وقلة النوم تُؤثّر على قدرة الدماغ على استرجاع المعلومات، حيث يُعاني الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم من صعوبة التركيز، ونسيان الأشياء، وعدم القدرة على تذكر التفاصيل.

• بعض الأدوية: يمكن أن يكون لبعض الأدوية،

مثل أدوية القلق والمضادات الحيوية، آثار جانبية تُؤثّر على الذاكرة، من المهم قراءة نشرة الدواء بعناية والتحدث إلى الطبيب أو الصيدلي عن أي آثار جانبية محتملة على الذاكرة.

3. أسلوب الحياة:

• سوء التغذية:

يُعدّ سوء التغذية من أهم أسباب النسيان المتكرر، وذلك لعدة أسباب، منها:

• نقص العناصر الغذائية الأساسية: يُمكن أن يُؤدّي نقص العناصر الغذائية الأساسية،

مثل فيتامين ب 12 وحمض الفوليك والحديد، إلى ضعف وظائف الدماغ، بما في ذلك الذاكرة.

يُمكن أن يُؤدّي نقص هذه العناصر الغذائية إلى صعوبة التركيز، ونسيان الأشياء، وعدم القدرة على تذكر التفاصيل.

• الدهون غير الصحية: يُمكن أن تُؤدّي الدهون غير الصحية،

مثل الدهون المشبعة والدهون المتحولة، إلى تلف خلايا الدماغ، مما يُؤثّر على وظائف الذاكرة.

يُنصح بتناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية، مثل زيت الزيتون والمكسرات.

• السكر: يُمكن أن يُؤدّي الإفراط في تناول السكر إلى تلف خلايا الدماغ، مما يُؤثّر على وظائف الذاكرة، يُنصح بتقليل تناول السكريات المضافة والتركيز على تناول الأطعمة الطبيعية الغنية بالسكريات.

قلة النشاط البدني:

يُعدّ النشاط البدني ضروريًا لصحة الدماغ ولوظائفه، بما في ذلك الذاكرة، حيث يُساعد النشاط البدني على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وإنتاج خلايا دماغية جديدة، وتحسين وظائف الذاكرة.

يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع.

التدخين:

يُعدّ التدخين من العوامل الضارة جدًا بالصحة وبدماغ الإنسان، ويؤثر بشكل كبير على صحة الذاكرة.

• إزاي تتخلصي من الهالات السوداء بخطوات سهلة في منزلك؟
• تسوس جذور الأسنان.. عدو خفي يهدد صحت
• نصائح هامة للرجال فوق سن الـ40.. ابتعد عن الضغوطات

نصائح للتعامل مع النسيان المتكرر 

• تحسين نمط الحياة:
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تقليل التوتر والقلق.

تقنيات تقوية الذاكرة:

• استخدام تقنيات تنظيم المعلومات، مثل القوائم والملاحظات.
• ربط المعلومات الجديدة بمعلومات موجودة مسبقًا.
• تكرار المعلومات بشكل منتظم.
• استخدام تقنيات الاسترجاع، مثل اختبار نفسك على المعلومات.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كنت تعاني من نسيان متكرر يؤثر على حياتك اليومية، فمن المهم استشارة الطبيب، يمكن للطبيب تقييم حالتك وتحديد ما إذا كان النسيان ناتجًا عن سبب طبي أو نفسي.

ويمكن للطبيب أيضًا أن يوصي بالعلاج المناسب، مثل العلاج النفسي أو الأدوية أو تغييرات نمط الحياة.

خاتمة تهمك

النسيان ظاهرة طبيعية يمر بها كل إنسان، ولكن إذا أصبح النسيان متكررًا ومؤثرًا على حياتك اليومية، فمن المهم استشارة الطبيب.

“هل أعجبك هذا المحتوى؟ هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل ترغب في مساعدتنا على نشره؟ شاركه مع أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني، كل مشاركة تساعدنا على الوصول إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة المحتوى الرائع معهم، شكرًا لك على دعمك، ونسعد ان تزورونا على منصات «بالمصري» المختلفة.، الفيس بوك - تويتر - لينكد إن - بنترست - يوتيوب”