الجمعة 22 نوفمبر 2024
الرئيسية عاجل القائمة البحث

في خضمّ صخب الحياة اليومية، ومساعيها المتلاحقة، كثيراً ما نغفل عن أهمّ ثرواتنا في الحياة على الإطلاق، ثروة لا تُقدر بثمن، هي صحتنا النفسية.. فكما نهتم بصحتنا الجسدية بتناول الطعام المغذي وممارسة الرياضة، لا بدّ من أن نهتم بصحتنا النفسية أيضاً، لأنها ببساطة شديدة سعادتنا ونجاحنا في مختلف جوانب الحياة.

 

هذا ما أحاول معكم عبر زاويتي النفسية أن ألقي الضوء عليه بمزيد من التوضيح، علنا نصل معًا إلى غاية ننشدها جميعا.. فتعالوا لنفهم سويًا.

 

ربما السؤال الأول بديهيًا ما هي الصحة النفسية؟ وخلاصة التعريفات العلمية والدراسات النفسية جاءت جميعًا لتقر أنها  حالة من الرفاهية التي تسمح لنا بالتعامل مع تحديات الحياة، والاستمتاع بالعلاقات، والمساهمة في مجتمعنا، وبالطبع لم ينسَ العلماء أن يوضحوا لنا، أنها تشمل المشاعر إيجابية، مثل السعادة، والرضا، والثقة بالنفس، بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع المشاعر السلبية، مثل الحزن، والغضب، والقلق، بطريقة صحية.

 

وهنا نصل إلى سؤال أكثر أهمية، لماذا تُعدّ صحتنا النفسية ثروتنا الحقيقية؟ والإجابة إجمالًا، لأنّها تؤثر على جميع جوانب حياتنا، لكن ماذا عن التفصيل والفهم بشكل أعمق.. وهنا ومن باب اللزوم أقول: أنه من خلال صحة نفسية جيدة، نستطيع فعل الكثير والكثير.

 

وما سنذكره على على سبيل المثال لا الحصر، نستطيع تحقيق علاقات إيجابية، فعندما نكون في حالة نفسية جيدة، نستطيع التواصل مع الآخرين بفعالية، وبناء علاقات قوية ودائمة.

 

نستطيع النجاح في العمل والدراسة، حيث تُساعدنا صحتنا النفسية على التركيز، والإبداع، وتحقيق أهدافنا.

 

نستطيع الحفاظ على صحتنا الجسدية، حيث أثبتت الدراسات أنّ هناك علاقة وثيقة بين الصحة النفسية والجسدية، فالشعور بالتوتر والقلق يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية، مثل أمراض القلب، والسكري، وضعف جهاز المناعة.

 

نستطيع العيش بسعادة ورضا، حيث تُساعدنا صحتنا النفسية على الاستمتاع بالحياة، والشعور بالرضا عن أنفسنا، وعيش حياة مليئة بالمعنى.

 

حتى الآن وكل ما سبق أمرًا جيدًا .. لكن كيف يمكننا الحفاظ على صحتنا النفسية؟ كما الأمر دائمَا في كل كل شئ الحفاظ على المكتسب لا يقل أهمية عن الحصول.. ودعوني أهديكم هذه السطور القادمة. 

 

هناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها للحفاظ على صحتنا النفسية، أولها وأكثر اهمية، الاهتمام بالصحة الجسدية، نعم، فممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، كلها عوامل تُساعد على تحسين الصحة النفسية.

 

ثم يأتي بعد ذلك ضرورة تعلّم مهارات التّعامل مع التوتر، مثل تقنيات الاسترخاء، والتأمل، واليوغا.. لا تندهش فمفعول ذلك مبهر جدَا.

 

وأخيرًا طلب المساعدة عند الحاجة، فلا عيب في طلب المساعدة من معالج نفسي أو أخصائي مختص، خاصةً إذا كنت تعاني من مشاعر سلبية تؤثر على حياتك اليومية.

 

ختاماً، اسمحوا لي أن أهمس في آذانكم ..تذكروا أنّ صحتكم النفسية هي ثروة حقيقية، فاهتموا بها كما تهتموا بصحتكم الجسدية، وستجدون أنّ الحياة أكثر سعادة ونجاحاً.

 

وإلى لقاء …..

تم نسخ الرابط