المركبة القمرية الهندية أكملت رحلتها للبحث عن المياه المتجمدة
قالت مهمة الفضاء الهندية: إن المركبة القمرية أكملت سيرها على سطح القمر، وقد تم وضعها على وضع السكون بعد أقل من أسبوعين من هبوطها التاريخي بالقرب من القطب الجنوبي للقمر.
وقالت منظمة الأبحاث الهندية في بيان لها يوم السبت إن المركبة القمرية قامت بإنهاء مهامها، ودخلت في وضع السكون مع اقتراب انتهاء ضوء النهار على هذا الجانب من القمر، حيث إنه تم إيقاف حمولات المركبة القمرية وتم نقل البيانات التي جمعتها إلى الأرض عبر مركبة الهبوط.
وكان من المتوقع أن تعمل مركبة الهبوط والمركبة الجوالة Chandrayaan-3 ليوم قمري واحد فقط، أي ما يعادل 14 يوما على الأرض.
وقد جاهء في البيان أنه في الوقت الحالي فإن بطارية المركبة القمرية مشحونة بالكامل، حيث يتم توجيه اللوحة الشمسية لاستقبال الضوء عند شروق الشمس المتوقع التالي في 23 سبتمبر 2023، مع الاحتفاظ بجهاز الاستقبال قيد التشغيل، على أمل إكمال مهام أخرى بنجاح.
وقد أكد بالافا باجلا، وهو كاتب علمي ومؤلف مشارك لكتب عن استكشاف الفضاء في الهند، أن طاقة البطارية الخاصة بالمركبة القمرية الهندية محدودة.
أنباء عن اكتشاف المعادن والمياه المتجمدة على سطح القمر
ولم ترد أي أنباء عن نتيجة بحث المركبة عن وجود مياه متجمدة، التي يمكن اعتبارها كمصدر مياه للشرب أو لصنع وقود للصواريخ، على سطح القمر التي يمكن أن تساعد في مهام رواد الفضاء المستقبلية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت وكالة الفضاء إن المركبة القمرية الهندية أكدت وجود الكبريت كما اكتشفت عدة عناصر أخرى على سطح القمر.
وأضافت أن أدوات التحليل الطيفي الخاصة بالمركبة القمرية التي تعمل بالليزر قد اكتشفت وجود الألومونيوم والحديد والكالسيوم والكروم والتيتانيوم والمنجنيز والأكجسين والسيليكون على سطح القمر.
وقالت صحيفة إنديان إكسبريس Indian Express إن الأجهزة الإلكترونية الموجودة على متن المركبة القمرية الهندية ليست مصممة لتحمل درجات الحرارة المنخفضة للغاية، فهي تتحمل حتى 120 درجة مئوية تحت الصفر، أي ما يعادل 184 درجة فهرنهايت، أثناء الليل على سطح القمر، حيث إن مدة اليوم القمرية تعادل 14 يوما على سطح الأرض.
وقد قال بالافا باجلا إن البيانات عادت إلى الأرض وسيتم تحليلها وإلقاء النظرة الأولى عليها من قبل العلماء الهنود ومن ثم سيتم عرضها للمجتمع العالمي.
وقد أضاف إيضا أنه بحلول الشمس على سطح القمر قد تتنشط المركبة القمرية الهندية أو لا تتنشط، لأن الإلكترونيات تموت في درجات الحرارة الباردة، وأكد أن تكنولوجيا صناعة دوائر ومكونات إلكترونية تتحمل درجات الحرارة شديدة البرودة الموجودة في القمر غير موجودة في الهند.
محاولات فاشلة للهبوط على سطح القمر في السابق
فشلت الهند في السابق أن تهبط على سطح القمر عام 2019، لكنها أنضمت الأسبوه الماضي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والصين، لتصبح الدولة الرابعة فقط التي تحقق هذا الإنجاز.
وقد أظهرت تلك المهمة الناجحة مكانة الهند المتقدمة كقوة تكنولوجية وفضائية، وهي ما تتماشى مع رغبة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في وضع صورة للهند تؤكد مكانتها بين النخبة العالمية.
وقد أتى نجاح الهند في هبوط مركبتها القمرية بعد أيام فقط من دوران المركبة الفضائية الروسية Luna-25، التي اتجهت إلى نفس المنطقة الموجودة بها المركبة القمرية الهندية، لكنها خرجت عن السيطرة وتحطمت.
وكان من المفترض أن يكون هذا أول هبوط روسي ناجح على سطح القمر بعد انقطاع دام لأكثر من 47 عاما.
ومن الجدير بالذكر أن مهمة إقلاع المركبة القمرية الهندية بدأت منذ أكثر من شهر بتكلفة تقدر بـ75 مليون دولار.