إعصار "دانيال" أخفى درنة وقتل 2000 شخص في ليبيا
48 ساعة من الرعب
أكثر من 48 ساعة مضت وما زالت ليبيا تعيش لحظات عصيبة، جراء العاصفة دانيال التي ضربت مدن المنطقة الشرقية وتسببت في سيول وأمطار هائلة، ما تسبب في مقتل وفقد الآلاف.
دانيال.. ضحايا وخسائر ضخمة
ففي ليبيا، تلك الدولة المنكوبة، غمرت السيول مناطق بأسرها، حتى باتت مدينة سوسة غارقة بكاملها تحت الماء، وأصبحت درنة «مدينة منكوبة»، وحاصرت المياه أهالي مدن البيضاء، درنة، المرج، طبرق، تاكنس، البياضة، بطة، وكل مدن وقرى الجبل الأخضر والساحل الشرقي، وصولًا إلى بنغازي.
هذا وقد تخطت الحصيلة الرسمية للوفيات حاجز الـ2000 قتيل، فيما فُقد قرابة الـ5000 شخص، بحسب تصريحات المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري لموقع "سكاي نيوز" عربية.
وتوزعت ضحايا دانيال على مدن وقرى شرق ليبيا، فكانت الحياة الأكبر في مدينة البيضاء؛ إذ توفي 12 شخصًا بين رجال ونساء في حصيلة أولية أعلنها مركز البيضاء الطبي.
فيما أعلن عميد البلدية، صفي الدين هيبة، الذي دعا كل السلطات في ليبيا إلى التدخل العاجل، لـ«إنقاذ ما يمكن إنقاذه».
في مدينة سوسة، لم تختلف الأوضاع كثيرًا عن البيضاء، حيث انقطعت عن المدن المجاورة، وغرقت أحياؤها تحت المياه، كما أعلن مسؤولوها وفاة سبعة أشخاص في حصيلة أولية للإعصار دانيال، بينهم ثلاث نساء.
وبالذهاب إلى مدينة شحات، فقد انقطع الطريق الواصل مع مدينة سوسة جراء السيول، وتداولت صفحات ليبية على موقع «فيسبوك» صورًا تُظهر الأضرار البالغة لـ"دانيال"، ووقوع عدة انهيارات جراء العاصفة، فيما قال الناطق باسم جهاز الإسعاف، أسامة علي: «المدينة تحت الماء بالكامل، والبيوت جميعها غارقة»، بحسب بوابة "الوسط" الليبية.
دانيال يتسبب في اختفاء مدينة درنة
الحال تصبح أكثر صعوبة بمرور الوقت في تلك المدينة التي أعلنتها الحكومتان الشرقية والغربية منكوبة، وقال أسامة حماد رئيس الحكومة الأولى، إن عدد الوفيات بالمدينة تخطى الـ2000، مشيرًا إلى أنها غرقت بالكامل، بحسب البوابة الليبية.
تداول العديد من المواطنين الذين تعرضوا لتلك النكبة، مقاطع فيديو، رصدت الأوضاع الكارثية التي شهدتها المدينة وأسفرت عن خسائر مادية هائلة، بالإضافة إلى انفجار السدين اللذين كانا يحميان المنطقة من السيول، كما وصلت المياه إلى الأماكن النفطية.
وفي الأبيار، لم تصدر حصيلة رسمية بأعداد الضحايا حتى اللحظة، بينما أخلت فرق الإنقاذ أفراد عائلات علقوا وسط المياه التي غمرت مناطق بالمدينة.
أما في بنغازي، فقررت مراقبة التربية والتعليم ببنغازي تعطيل الدراسة حتى الخميس المقبل، نظرًا للأضرار الناجمة عن العاصفة «دانيال»، مع بقاء الكادر الإداري طيلة فترة الدوام.
تخصيص 200 مليون دينار
لم تكن ليبيا على استعداد لتلك العاصفة ولم تسعفها التطورات الأخيرة وانهيارها الاقتصادي والسياسي من مواجهة تداعياتها، إلا أن رئيس حكومة الشرق أسامة حماد، أصدر قرارًا بتنكيس الأعلام والحداد في القطاعين العام والخاص والمؤسسات جميعها، بدءًا من اليوم الاثنين حتى الخميس المقبل.
كما أمر بتخصيص 200 مليون دينار مساعدات إلى البلديات والمناطق المتضررة جراء الفيضانات والسيول، وهو ما دفع حكومة الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة لاتخاذ إجراءات عاجلة.
وقرر الدبيبة حصر البلديات المتضررة بالمنطقة الشرقية، وتقديم مساعدات مالية لها، لتوفير كل الاحتياجات اللازمة.
كما قررت وزارة الداخلية في حكومة الدبيبة تجهيز قافلة مساعدات ومعدات إنقاذ وقوة أمنية مجهزة، قوامها ألف عنصر، تكون على أهبة الاستعداد لدعم مديريات الأمن في المنطقة الشرقية المتضررة نتيجة حالة الطقس السيئ.
بدورها، بدأت المؤسسة الوطنية للنفط تسيير فرق الإنقاذ والدعم التابعة لقطاع النفط إلى مناطق الجبل الأخضر، للمساعدة في جهود الإغاثة والإنقاذ.
دعم عربي ودولي لليبيا
المأساة التي عايشتها ليبيا على مدار اليومين الماضيين، دفعت حكومات العالم والعديد من المؤسسات الدولية، لتقديم تعازيها إلى ليبيا، وعرض مساعدتها، فيما أرسل بعضها بالفعل مساعدات عدة.
بدورها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، في بيان اليوم الاثنين، وقوفها على أهبة الاستعداد، لـ«دعم الجهود التي تبذلها السلطات المحلية والبلديات المتضررة، للاستجابة لحالة الطوارئ هذه، وتقديم المساعدة الإغاثية العاجلة»، ومساندتها «جهود الاستجابة على المستويين المحلي والوطني».
فيما أعلنت كل من سفارات فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، دعمها لليبيا، مشيرين في بيانات منفصلة عن استعدادهما لتقديم المساعدات اللازمة لمواجهة تداعيات الإعصار.
عربيًا، فقد تقدمت مصر بتعازيها إلى دولة ليبيا، كما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضامنه معها في مواجهة آثار العاصفة المتوسطية «دانيال» التي ضربت المنطقة الشرقية، مطالبًا الأجهزة المختصة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمساعدة الدولة الجارة.
وفي الإمارات وقطر والجزائر وتونس والأردن وتركيا، فقد أعلنوا تضامنهم الكامل مع ليبيا، معربين عن استعدادهم لتقديم المساعدات اللازمة لمواجهة الإعصار.